مدير العام : محمد عادل البوعناني | الهاتف : 0662454811 - 0661987453 - 0679834413 | الإميل : sawtfes.com@gmail.com / Contact@sawtfes.com

افتتاحية

  • ولـنا كـلـمـة

    ترددنا كثيرا ولسنوات طويلة، في إصدار جريدة ورقية، هذا التردد ناجم عن ازدحام الأكشاك بالإصدارات المخت...

إشهار

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

صيدليات الحراسة

صيدلية المجد

العنوان صيدلية المجد
المدينة فاس
المنطقة سايس
الهاتف 0535676447
الايام العمل 2016-05-06 -- 2016-05-30
اوقات العمل 00:00 -- 23:01
البريد الاكتروني

صيدلية اهل فاس

العنوان صيدلية اهل فاس
المدينة فاس
المنطقة زواغة
الهاتف 0535966400
الايام العمل 2016-04-06 -- 2016-05-06
اوقات العمل 00:00 -- 23:01
البريد الاكتروني

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

booked.net
الرئيسية » مجتمع » في قلب الديكتاتورية الشيوعية:سجن ستاسي الذي اصبح يعرف باسم :هوهنشونهاوزن التذكاري ببرلين

في قلب الديكتاتورية الشيوعية:سجن ستاسي الذي اصبح يعرف باسم :هوهنشونهاوزن التذكاري ببرلين

المانيا// برلين / صوت فاس البديل / ادريس العادل.

 

 

برلين- هوهنشونهاوزن، هو الرمز الكبير والوحيد المرتبط ب44سنة من التاريخ السياسي المظلم للمنطقة التي كان يحتلها الاتحاد السوفياتي (1945-1949)،وحينما اصبحت المانيا تحمل اسم المانيا الديموقراطية (1949-1989)،اي الى حين سقوط حائط برلين الذي كان يسمى حاجز الموت،بمعنى ان من يحاول الهرب الى الجانب الغربي من المانيا، يكون مصيره الموت رميا بالرصاص..وهذه حكاية اخرى سنتطرق لها من خلال مشاهدتنا ووقوفنا على أثارها السيئة .


             سجن ستاسي، كان بمثابة مركز رئيسي لايقاف المناوءين للنظام الشيوعي ، ومع بداية الخمسينيات، جعلت منه وزارة الأمن القومي ، سجنا مركزيا للمعارضين،وكانت هذه الوزارة تقوم بمهام الشرطة السرية التابعة للحزب الشيوعي لالمانيا الشرقية، وكانت الشرطة السرية هذه،الاداة الضرورية للابقاء على الديكتاتورية الشيوعية،والدليل على ذلك،تجنيظ اكثر من91000موظفا مباشرا ،و189000مخبر ومتعاون من اجل حراسة السكان ، وكل محاولة للمقاومة،اوالثورة،او الهرب،كانت تنتهي في وقت وجيز ،ويودع اصحابها داخل قضبان المراكز ال17 للاعتقال الاحتياطي داخل سجن ستاسي الذي دخلنا أبوابه الحديدية، ووجدنا في بهوه مقصفا ومكتبة بها العديد من الكتب ،الا انها مع الاسف تغلب عليها اللغة الألمانية ،وعلى ذكر اللغة الألمانية ،وجدنا الجرمانيين يتحدثون لغتهم بالدرجة الأولى ويعطونها قيمتها ،ثم اللغة الانجليزية كلغة ثانية، وقد لا تجد حتى من يتقن اللغة الثانية، وهو أمر صعب بالنسبة لم يريد زيارة المانيا الاتحادية خارج الرحلات المنظمة. وهو مايجب اخذه بعين الاعتبار.


           دخلنا سجن ستاسي،ووجدنا اقدم سجين في انتظارنا ، كدليل لنا في هذا السجن الرهيب، كان السيد لوتر شولتز،يحدثنا من خلال قراءة كفه، ويتذكر تلك الماسي التي عاشها داخل هذا المبنى ،من الزنازن الجماعية الى الزنازن الفردية،الى الزنازن الضيقة في حالة عدم انضباط السجناء ،اومحاولتهم الخروج عن القواعد المعمول بها داخل السجن.
            وكان ذنب السيد شولتز ،هو رفعه لافتة مناوءية للنظام الشيوعي، وكان عمره لا يتعدى 28سنة آنذاك.خصوصا وان الشرطة السرية،اداة النظام الشيوعي ، كانت تزج بالمعارضين، بعد ان دخلت هذا السجن سنة 1951،حيث عانى الكثيرون في الزنازن تحت – أرضية ،معاناة كبيرة ،وبالوان مختلفة من اساليب التعذيب والترهيب، والعذاب النفسي القاسي، لا لشيء الا لانهم كانوا يناهضون النظام الشيوعي الموسوم بالديكتاتورية الراديكالية ، وكانت لاءحة المعتقلين تضم قادة الثورة على هذا النظام والتي وقعت يوم 17يونيو سنة 1953،والذين قتلوا في هذه الانتفاضة ، او مايعرف في التاريخ الالماني،” بحمام الدم”. والذي كان من وراءه العساكر السوفياتية.


            العديد من مناوييء النظام الشيوعي ،قضوا شهورا واعواما داخل زنازن هذا السجن ، وحتى رجال السياسة ، لم يسلموا من قبضة الشرطة السرية ، ومن بينهم وزير خارجية ألمانيا الديموقراطية السابق ،جورج دينتينجر، كما أن الشرطة السرية ،كانت تختطف كل من ينتقد النظام الشيوعي، حتى الذين كانوا يعيشون في غرب المانيا ،ومن بين هؤلاء وولتر وينس المحامي من برلين الغربية، والذي تم اختطافه سنة 1952، وسيق الى سجن ستاسي- هوهنشونهاوزن، وتم اعدامه بعد سنة في العاصمة موسكو.
               رفيقنا في هذه الرحلة،السيد شولتز، كان يحكي لنا عن معاناته ،بشكل تلقائي، إذ بالرغم من تلك المعاناة كان داخل تلك الزنازن كان متفائلا، ويتطلع دوما الى الانعتاق والحرية،لانه مؤمن كل الايمان ،بان الإرادة والرغبة تسكن في داخله ، وسوف يستنشق يوما نسائم الحرية ، والتحلق عاليا داخل وطنه ، ويفسر لنا كل كبيرة وصغيرة طيلة الثلاث ساعات المخصصة لهذه الزيارة،التي كانت فقراتها على مدى الثمانية أيام ، محكمة ،من خلال الحرص الكبير للمنظمين، وخاصة السيدة الأنيقة واللطيفة،مارتينا حلمي ، التي كانت رهن اشارتنا في كل لحظة وحين ،وهي منسقة المشروع ،والمسؤولة عن برامج الزيارات الدولية بمؤسسة فريديرش نورمان من اجل الحرية بالمانيا،وطبعا الى جانبنا دوما ،السيد أولاف كيلرهوف ، مدير المشروع بالمغرب ،والذي كان يتابع باهتمام كبير كل المحاورات الوازنة التي كانت تدور خلال اللقاءات المبرمجة مع مختلف المصالح ،وحلقات النقاش التي كان فيها تبادل المعلومات والخبرات من الجانبين المغربي والالماني،بكل حرية ومسؤولية.


               يقول السيد شولتز ، الذي رفض الانتماء الى النظام الشيوعي ،بالرغم من كونه مهندسا في احدى القواعد النووية الروسية، تعلمت اشياء كثيرة من السجن ، بالرغم من تلك التجربة الرهيبة ، والتي انا بصدد تدوينها في كتاب باللغة الالمانية،وساترجمه الى اللغة الانجليزية، وربما الى اللغة الفرنسية اذا تيسر لي ذلك.
               تاريخ هذا السجن ،ايضا يحدثنا على انه في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي،تم انشاء مبنى جديدا ،يتكون من200 زنزانة ،وغرف للاستنطاق،وكل المركب السجني محاط بمنطقة واسعة وممنوعة، ولا يمكن لأي كان أن يدخل الى هذه المنطقة السرية الواقعة شمال شرق برلين.
وبعد بناء جدار برلين سنة 1961، كان يسجن داخل هذا المعتقل(ستاسي)، الاشخاص الذين يحاولون الهرب أو اللجوء الى غرب المانيا ، وكذلك معتقلوا الراي،والذين كانوا يتعرضون لانواع مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، والحط من كرامتهم الانسانية، وكانوا يجهلون الجهل التام عن مكان تواجدهم، وصلتهم بالعالم الخارجي منقطعة تماما ،وتحسيسهم بانهم تحت قوة ضاغطة وقوية، يوضعون داخل زنازن منفردة ،ويخضعون للاستنطاق لشهور وبشكل متواتر ،من طرف اشخاص مدربين لارغامهم على الاقرار بكل شيء ، حتى الاشياء التي لم يقوموا بها أو يفعلوها.وعلى العموم كانت الحياة داخل هذا المعتقل جحيما مستطيرا،حيث يتم تكديس ازيد من4200 شخصا دفعة واحدة، وبوحشية تنعدم فيها شروط النظافة والوقاية من الأمراض المعدية ،وانتشار الطفيليات في اجسام السجناء،

وحتى السجينات ،كان شعرهن بمثابة عقاب لهن، من خلال الاوساخ والتي تولد القمل وغيره من الطفيليات ،ناهيك عن النظام الغذائي الغير كافي، وكان ذلك سببا في انتشار الامراض، وبالتالي وفاة العديد من السجناء داخل المعتقل،وكان التخلص من جثثهم بشكل رهيب،كما ان السجناء ،كانوا يقضون عدة أعوام دون مثولهم امام القضاء ، وكثيرون من المعتقلين ، لم يعثر لهم على اثر، خصوصا المناهضون للنظام الشيوعي،امثال القائد كارل هينريك Karl Heinrich، الاشتراكي الديموقراطي ، الذي قضى في هذا السجن مع نهاية1945. وتم إغلاق المعتقل خلال شهر أكتوبر سنة 1946، وتم نقل السجناء الى عدة معتقلات، وتم فتح السجن المركزي الروسي المؤقت التحت- ارضي بالمانيا الشرقية ، والذي بناه المعتقلون،والذين اطلقوا عليه اسم”الغواصة”نظرا لزنازنه الفردية المظلمة(بدون نوافذ) ، واحتواء كل واحدة منها على سرير خشبي ،وسطل لقضاء الحوائج ، ومصباح كهربائي يضيء بشكل مستمر حيث لا يفرق السجناء بين الليل والنهار، وكانت الاستنطاقات تتم تباعا بالليل وبشكل مستمر ، وبالتهديد والتعذيب والتعنيف ، والحرمان من النوم، وارغام السجناء على البقاء واقفين لساعات طويلة في تلك الزنازن التي تمتلىء بالمياه الباردة بشكل تدريجي.وهو ما يسبب لهم في الااما مضاعفة…..واغلب هؤلاء السجناء ،تمت محاكمتهم من طرف المحاكم العسكرية السوفياتية،

         وكانت العقوبات تتحدد في الاشغال الشاقة…. سرد مؤثر للسيد شولتز،الذي اصبح مرشدا ودليلا لكل زوار ستاسي……حقبة سوداء عاشتها المانيا قبل انهيار سور برلين، وقبل التوحيد ،وبذلك ينعم الالمان بهذا الاستقرار الذي كان ثمنه غاليا بتضحيات العديد من الناس ،وكان درسا يؤكد ان للحرية ثمنها وعلى انقاض عذابات البعض تعيش الأجيال الحالية رغد العيش والحرية بلا حدود ما دامت لا تضر بالاخرين.
               وجاءت الثورة العارمة خريف سنة 1989، والتي نتج عنها انهيار النظام(الحزب) الشيوعي ، وبالتالي تفكيك سجن ستاسي، وكل مراكز الاعتقال ليبقى هذا السجن تذكارا لهذه الحقبة السوداء من تاريخ المانيا ،وكان اغلاق هذا المعتقل يوم 3اكتوبر سنة1990، وطلب المعتقلون السابقون فيه ان يبقى تذكارا وعبرة، وفعلا اصبح سنة 1992 من المعالم الأثرية التاريخية، ومنذ سنة2000 ،ابح مؤسسة مستقلة ومرفقا عموميا، ويقصده الزوار الالمان والاجانب ،في زيارات منتظمة للوفود ،وكذلك الزيارات الخاصة بمواعيد مسبقة.
               هكذا كانت تلك الزيارة المفيدة والتي تحمل دلالات عدة ،وتعطينا دروسا تاريخية كلها عبر، وودعنا السيد شولتز بعد ان قدم له كل من أولاف كيلرهوف مدير مشروع بمؤسسة فريديرش نومان ،وجمال الشاهدي رئيس مركز حقوق الناس المغرب،وبناصر بنعيسى رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والمواكبة النفسية بالمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج بالمملكة المغربية، هدايا تذكارية بالمناسبة، طبعا كل ذلك ،بترجمة فوريةومحكمة لكل من رشيد الناجي المغربي وواءل ابراهيم المصري، وفيكي فرغالي اللبنانية،والذين كانوا لنا مرشدين ايضا في هذه الرحلة المفيدة والممتعة… والى مشاهدات أخرى. …….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.