الصندوق المغربي للتقاعد، يرسخ التواصل عبر الفن المسرحي
فاس // صوت فاس البديل / ادريس العادل
تصوير وتوضيب // محمد عادل البوعناني
تم عرض مسرحية “سير تضيم” لفرقة (إيسيل) للمسرح والتنشيط الثقافي، يوم الثلاثاء الاخير بالمركب الثقافي الحرية بفاس، بمبادرة من الصندوق المغربي للتقاعد ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين.
ويندرج هذا العرض المسرحي، وهو الخامس الذي تقدمه فرقة (إيسيل)، ضمن ثقافة الحماية الاجتماعية يعمل الصندوق المغربي للتقاعد على التعريف بها في إطار“منتدى المسرح”. وكانت هذه المسرحية قد عرضت لأول مرة بمدينة الرباط خلال شهر أكتوبر الماضي ، ليتواصل عرضها بمدن القنيطرة والرباط ومراكش، قبل تقديمها بفاس، بتعاون مع (جمعية متقاعدي قطاع التعليم بفاس)، على أن تواصل عروضها بعدد من المدن المغربية، منها وجدة التي ستكون محطتها الأخيرة في أكتوبر المقبل.
ومن جهته، صرح عبد السلام عاطفي ، المندوب الجهوي للصندوق المغربي للتقاعد بفاس ، بأن فكرة “منتدى المسرح” تتمحور حول الحماية الاجتماعية والتي ترتكز أساسا على محو الصورة النمطية الجاهزة عن مسألة التقاعد، معتبرا في الوقت ذاته أن هذه الفكرة الجديدة من بين آليات التواصل التي ينتهجها الصندوق مع مرتفقيه.
وقال بنعيسى الجيراري مخرج مسرحية “سير الضيم” في تصريح صحافي، بإن الصندوق المغربي للتقاعد حاول ، من خلال المسرحية وبقالب فني مليئ بالفرجة والحالات الدرامية ، مخاطبة المتقاعد. وأضاف الجيراري وهو ممثل أيضا “حاولت في الإخراج ، عبر النص المسرحي وبمعية ممثلين أكفاء ، مخاطبة المتقاعد بلغة فكاهية تمكنه من التجاوب واستيعاب الرسائل التي نرغب في إيصالها إليه”.
ويسعى الصندوق المغربي للتقاعد من خلال تثبيت فكرة “منتدى المسرح”، إلى إبراز الدور المؤثر للفن المسرحي التوعوي ومساهمته في ترسيخ الاهتمام بثقافة الحماية الاجتماعية عبر خلق دينامية للتواصل والتفاعل المباشر مع مرتفقي هذه المؤسسة من مخرطين ومتقاعدين وذوي الحقوق. ويشارك في تشخيص مسرحية “سير تضيم” الممثلة القديرة فضيلة بنموسى والفنانون سعيد آين باجا ووسيلة صبحي وفريد الركراكي ومحمد الأثير. وهي من تأليف محمد بوبو، أما السنوغرافيا فمن إنجاز رشيد الخطابي والشريف نجاح.
لماذا منتدى المسرح؟ وكيف جاءت الفكرة؟
تم التفكير في “منتدى المسرح” كأداة للتواصل نظرا للدور المؤثر للفن المسرحي التوعوي ،ومدى مساهمته في ترسيخ الاهتمام بثقافة معينة.
وبالنسبة للصندوق المغربي للتقاعد، تعد ثقافة الحماية الاجتماعية والتحسيس بكافة المواضيع المرتبطة بها ، من بين المحاور التي يسعى لتحقيقها في إطار دينامية تواصلية تضمن التفاعل المباشر مع مرتفقيه ،من منخرطين ومتقاعدين وذوي الحقوق.
وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى أن العروض المقدمة بكل من مدن الرباط والقنيطرة والرشيدية ومراكش أبانت عن أهمية هذه التجربة ، من خلال تجاوب الجمهور مع القضايا التي تم التطرق إليها في مشاهد العرض المسرحي. حيث يتم بعد نهاية العرض ، فتح المجال للمتتبعين له ، اعادة المشهد فوق الخشبة لتشخيص الفكرة بالسلوك الذي يراه الأنسب.
من هو صاحب فكرة منتدى المسرح؟
صاحب الاقتراح، هو الصندوق المغربي للتقاعد ، والغاية من الفكرة بالاساس ، هي مساهمته في التعريف بمجال الحماية الاجتماعية في شقها الخاص بالتقاعد ، والرغبة في إغناء سياسته التواصلية وتوفير أكبر قدر ممكن من أدوات التواصل.
ولماذا فرقة إيسيل؟
لقد تم الاتصال بعدد من الفرق المسرحية ، حيث طلب منها بلورة الفكرة التي يتوخاها الصندوق من المسرحية ، بناء على مجموعة من المعايير. وبعد الاطلاع على النصوص المسرحية المقترحة من طرف هذه الفرق تم اختيار فرقة “إيسيل” التي استطاعت الاستجابة للمعايير المطلوبة من خلال صياغة الفكرة في قالب مسرحي فكاهي وتوعوي.
من كتب النص المسرحي؟
النص المسرحي كان من تأليف الأستاذ “محمد بوبو” أستاذ المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لكن بعد كتابته تم التنسيق مع الصندوق قصد الاطلاع على مضمونه والإلمام بكافة التفاصيل المرتبطة به بما يضمن مصداقية المعلومات المقدمة وتمكين الجمهور من الفرجة والاستفادة في آن واحد.
لماذا اختيار عنوان المسرحية “سير. تضيم“؟
العنوان كان مقصودا، والهدف منه ليس تبخيسا للمتقاعد ، أو حطا من كرامته ، سيما وأن شريحة كبرى من المتقاعدين تتمتع بمستوى ثقافي جيد، وإنما الهدف ، هو توظيف الفن المسرحي من أجل تغيير الصورة النمطية الجاهزة حول مواضيع تهم الحماية الاجتماعية بصفة عامة ، والتقاعد بصفة خاصة ،وجعل الجمهور يأخذ المبادرة على خشبة المسرح لإعادة تشخيص المشاهد التي كانت تعتريها بعض الثغرات المقصودة بغاية أدائها بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك تم التفكير في جعل عنصر التشويق يظل حاضرا طيلة مشاهد المسرحية لاجتذاب الجمهور لتتبع كافة مشاهدها ومحاولة استشفاف الفكرة والرسالة المراد إيصالها إليه.
واخيرا تطلعات الصندوق المغربي للتقاعد بخصوص تطوير ثقافة الحماية الاجتماعية بصفة عامة والتقاعد بصفة خاصة؟
والمسرح بكل أنواعه كان منذ القدم ولازال ، أداة فعالة للتحسيس والتواصل حول قضايا مجتمعية معينة. وثقافة الحماية الاجتماعية هي أيضا قضية مجتمعية، وقد ارتأى الصندوق المغربي للتقاعد تطويرها في البداية عبر توظيف الفن المسرحي، في أفق اغناء هذه الثقافة عبر وسائل أخرى كالتفكير في إحداث برامج تعليمية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية ومشاريع أخرى تصب في نفس الهدف.