
خجلون مما يقع … وعلينا أن نتحمل المسؤولية تجاه الهوليكانز الجديد؟
فاس / صوت فاس البديل
ثورية بوبكري
عدسة / حاتم ادريس
على هامش الأحداث اللارياضية التي صاحبت مقابلة المغرب الفاسي والوداد البيضاوي
برسم الدورة 13 من البطولة الوطنية :
خجلون مما يقع … وعلينا أن نتحمل المسؤولية تجاه الهوليكانز الجديد؟
جماهير غفيرة حجت إلى المركب الرياضي بفاس، لمتابعة مباراة المغرب المحلي والوداد البيضاوي، جماهير فاس التي حملتها الحافلات بشكل هيتشكوكي.. يافعين فوق سطح الحافلات، وعلى مشارف الأبواب والنوافذ، ونزع الواقيات بشكل يندى له الجبين، هؤلاء تناسوا واقعة الوفاة التي تعرض لها أحد اليافعين قبل دورتين وأحدثت هزة كبرى وانطلقت الاتهامات والاتهامات المضادة حول هذا الحادث المأساوي الذي لا نريده أن يتكرر مرة أخرى. كانت الحافلات المتوجهة إلى المركب الرياضي تلوذ بالفرار إلى ربها، في الوقت الذي لا يملك سائقوها القدرة على التحدث أو التصرف، لأن ذلك قد يؤذيه.. وتجوب الحافلات وسط المدينة نحو المركب، أمام ومرأى ومسمع الجميع، ودون أن يحرك من لهم الاختصاص أي ساكن، ليتكدس هذا الكم الهائل داخل المركب، لنصف بعد ذلك خلال المباراة الإقبال الجماهيري الكبير، الذي يخلط الحابل والنابل، وزاد عدد المحبين القادمين من الدار البيضاء لمؤازرة الفريق الأحمر… شيء جميل أن نرى هذا الكم الهائل من المتتبعين، وجميل أيضا أن نستمتع بالشعارات المحفزة لهذا الفريق أو ذاك، والأجمل من كل هذا هو ما يجب أن تنتهي إليه الفرجة من روح رياضية عالية، لكن….
كل هذه التلوينات وهذه اللوحات الجميلة، سرعان ما يفسدها من يغتنمون فرص التخريب والتكسير وإلحاق الضرر بالممتلكات، والأجساد، للمواطنين الأبرياء الذين هم في منأى عن هذه الأجواء التي أقل ما يقال عنها بالمفسدة لكل شيء… شاهدنا كيف يعتدي مراهقون على رجال الأمن بالضرب المبرح، والذين لا ذنب لهم سوى تأمين اللقاءات الرياضية حتى تمر في الأجواء السلمية انطلاقا من الروح الرياضية التي يجب أن تسود.. ندى الجبين بأحداث محمد الخامس في الديربي، واستشاط المواطنون غضبا لإصابة ممتلكاتهم وضياعها وتعرضها للتلف والتهشيم بعد صورة مشرقة وجميلة مع بداية اللقاء، ومفسدة وقبيحة ومقززة بعد نهايتها…
المشهد يتكرر بفاس، وهذه المرة بتكسير وتهشيم عشرات الحافلات التي أقلت ما يسمى بالجماهير المكونة أغلبها من اليافعين والقصر، ولولا تدخل الأمن مرة أخرى لصارت الأمور إلى الخراب خراب الممتلكات وإلحاق الضرر بالمواطنين الأبرياء”.
نهاية مؤسفة وأحداث مؤلمة، أثرت وتؤثر في نفوس الرياضيين الذين يحنون إلى زمن الفرجة والمتعة داخل الملاعب الرياضية… وأصبح النفور من الملاعب هو اليافطة الكبرى على جبين هؤلاء… إنها مهزلة كبرى يجب وضع حد لفصولها التي ازدحمت في أغلب اللقاءات الكروية ببلادنا، وهو ما يسيء لكرة القدم الوطنية ويضيف أعباء أخرى إلى الأزمة التي تعيشها… والتي نحاول دائما أن نتغاضى عن كثير من الظواهر السلبية التي تطبعها… لكن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس”.
لذلك، فإن علينا جميعا أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه ما يقع داخل وفي محيط ملاعبنا في كل نهاية أسبوع، ونعتبر استبقال الفريق داخل ميدانيه بمثابة عبء كبير يتمنى كل المواطنين التخلص منه، ووضع حد لهذه الفوضى العارمة… فأي دواء يمكن مداواة هذه الظاهرة المشينة؟… هذا التساؤل ناقشه أعضاء المكتب المسير للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين لجهة فاس قبل أسابيع، وقرر تنظيم مائدة مستديرة حول هذه الظاهرة في الأيام القادمة تحت عنوان عريض :
الشغب في الملاعب الرياضية لكرة القدم الظاهرة والمعالجة…
وقرر المكتب المسير، دعوة كل الفاعلين الرياضيين على المستوى المحلي والجهوي والوطني، من صحافيين رياضيين وجمعيات المحبين الفاعلة في الرياضة، والإلتراث باعتبارها ظاهرة جديدة نعتز يها، ونرغب في أن تساهم هي أيضا في هذا اللقاء، وكذلك مسيري الفرق عل وعسى أن نصل إلى اقتراحات مفيدة يمكننا من خلالها أن نضع حدا لهذه الظاهرة التي نستنكرها بشدة متناهية.