
في إطار الحملة الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة ،التي تؤطرها المرحلة الثالثة للتنمية البشرية: لقاء تحسيسي بأهمية تنمية الطفولة
فاس \\ صوت فاس البديل \ ادريس العادل
عدسة \\ محمد عادل البوعناني
أكد والي جهة فاس مكناس ،عامل عمالة فاس،السيد سعيد زنيرر، على مضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الاولى للتنمية البشرية ،المنعقدة في مدينة الصخيرات يومي 18و19 شتنبر الماضي، ومن ابرزها أهمية الاستثمار في تنمية الرأسمال البشري ،بشكل عام ، وتنمية الطفولة المبكرة بشكل خاص،على اعتبار أن الطفولة المبكرة هي أحد محاور الاستثمار في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية. وأضاف في كلمته الافتتاحية لهذا اللقاء التحسيسي المنعقد يوم الخميس الاخير بمقر الولاية، بأن تنمية الطفولة المبكرة وسيلة فعالة ورافعة أساسية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية ،حيث ان الاستثمار في الرأسمال البشري للطفل عبر الرعاية الصحية الكافية، والتغذية الجيدة، وتوفير البيئة الملائمة للتعلم المبكر،يمكنه من تملك الوسائل والاليات الضرورية لمواجهةتحديات الغد.
وسرد السيد الوالي مجموعة من المنجزات في العديد من المجالات التي تساهم في تنمية الطفولة المبكرة،ولا سيما في المجال الصحي، من خلال العمل على تعميم التلقيح ضد الأمراض التي تصيب الاطفال،وتحسين تغذيتهم، وتقليص معدلات الوفيات لدى الامهات والاطفال ،ونسبة تاخر النمو.
هذه المجهودات المبذولة ،وبالرغم من أهميتها ،فان هناك عجزا ملموسا على هذا المستوى،بفعل ضعف التنسيق في اعداد السياسات العمومية، وغياب الالتقاءيةوالانسجام في التدخلات وهو ما جاء في الرسالة الملكية الموجهة إلى المتناظرين في المناظرة الاولى للتنمية البشرية.
السيد الوالي أشار ايضا الى ان هذا العجز يتجسد بالاساس في الفوارق الكبيرة المسجلة في بعض الاحيان بين المناطق الحضرية والقروية ، مبرزا على سبيل المثال،بان معدل الوفيات لدى الامهات على المستوى الوطني هو 72حالة وفاة لكل 100.000ولادةحية،وعند تحليلنا لهذا الرقم نجد أن هذا المعدل يبلغ في المناطق الحضرية 45حالة وفاة مقابل 111حالة في المناطق القروية ،مما يمثل فارقا يفوق الضعف ،والشيء نفسه ينطبق على العديد من المؤشرات الاخرى.
ودعا السيد الوالي في الاخير كل الاطراف ،من سلطات محلية، ومنتخبة،وفاعلين جمعويين، وقطاع خاص، الى رفع التحدي في هذا الباب ،وبذل المزيد من الجهود للنهوض بالطفولة المبكرة بالمملكة عبر ضمان التقاءية جيدة بين الفاعلين، وايلاء الاهتمام لجودة الخدمات المرتبطة بهذا المجال ،وارساء التي التتبع والتقييم اثناء اعداد المشاريع.
هذا بالإضافة إلى تعميم التعليم الأولي ذي جودة في العالم القروي لانجاز اكثر من15.000 وحدة للتعليم الأولي في أفق 2023 ،وارساء نظام للصحة الجمعاتية، من خلال تزويد المؤسسات الصحية بالمعادن الطبية والشبه طبية ،وتحسين الخدمات على مستوى دور الأمومة ،وتنظيم حملات توعية في هذا الإطار.
من جانبها، قدمت السيدة بهاء الرامي رئيسةقسم العمل الاجتماعي بالولاية،عرضا هاما بالصوت والصورة ،تناولت فيه مجموعة من النقاط المرتبطة بالطفولة الصغرى ،منها ان مرحلة الطفولة الصغرى تمتد من الولادة الى سن الست سنوات،حيث ينمو فيها دماغ الطفل بنسبة 80/،وتكون قابلية التعلم لديه في اوجها،وهو ما يقتضي ضرورة استغلال هذه الفترة لضمان انفتاح الطفل على محيطه اكثر ،واشارت السيدة الرامي إلى أن تنمية الطفولة الصغرى تمر عبر سلوكيات بسيطة ،لكنها جد مؤثرة ،فضمان التتبع الطبي والتغذية الجيدة للطفل مسألة أساسية ،والعمل على انفتاحه على اللعب ،والتفاعلية مع وسطه لاتقل أهمية ،بالاضافة إلى تعميم التعليم الأولي الجيد مع ضرورة إدماج الاباء في العملية التربوية.
كما تطرقت المتدخلة الى أهمية التتبع الطبي والتغذية الجيدة وضمانهما للمرأة الحامل ،وتشجيع الرضاعة الطبيعية بشكل حصري طيلة الستة اشهر الاولى للطفل .
المتدخلون الحاضرون في هذا اللقاء ، الذي ضم منتخبين وسلطات محلية ومجتمع مدني ورجال اعلام،اكدوا على تعزيز وتثمين المكتسبات التي تحققت منذ إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده يوم 18ماي 2005،ومعاجة ابرز اسباب النقص على مستوى التنمية البشرية في مراحلها الثلاثة ، والمتمثلة في برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي،والذي هم702جماعة،كمرحلة اولى، وبرنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري،الذي استفاد منه 532حيا ،كمرحلة ثانية،وبرنامج محاربة الهشاشة،الذي هم 10 فءات كمرحلة ثالثة، لتاتي المرحلة الرابعة والمتمثلة في البرنامج الافقي للمبادرة والتي تخص المجالات الترابية غير المستهدفة من خلال البرامج الاخرى.
وللتذكير،فان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استثمرت منذ انطلاقها 43مليار درهم كمبلغ إجمالي ،ساهمت فيه ب:28مليار درهم،وتم انجاز 43000مشروعا.
اللقاء كان مناسبة لتدشين وزيارة مركز الحريشة للتعليم الأولي التابع للجماعة الترابية سيدي احرازم،بحضور رئيس الجماعة ، ومدير الأكاديمية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس ،والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بفاس وعدد من منتخبي الجماعة واطر التربية والتكوين وفعاليات المجتمع المدني،هذا المركز الذي هو نموذج من النماذج التي يجب ان تكون عليها مراكز التعليم الأولي بالعالم القروي.والعناية بالطفل ،مسالة أساسية ،لانه هو اب الغد ،وتنشاته التنشاة الجيدة ضمان لمغرب قوي بأبناءه لتحقيق التنمية المرجوة لجعل المملكة المغربية في مصاف الدول الصاعدة.يكفي ان نخلص في عملنا ، كل من موقعه ،حتى نصل الى هذه الغايات النبيلة.