لفائدة الصحافيين بجهة فاس مكناس : ورشة تحسيسية وترافعية حول السيدا وحقوق الانسان.
فاس// صوت فاس البديل / إدريس العادل
ع. البوعناني
اجمع المشاركون في الورشة التحسيسية والترافعية التي نظمتها الجمعية المغربية لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة بفاس لفائدة الصحافيين بالجهة ،على أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التحسيسية لمواكبة التطورات التي يعرفها هذا المرض،من اجل تنفيذ وقاية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة، والتحسيس بأهمية التشخيص للفيروس والذي عرف تراجعا في الوقت الذي ارتفع عدد الاصابات الجديدة بنسبة 15%.
واكدوا خلال هذه الورشة التي نظمتها الجمعية مع شركائها،وفي مقدمتهم النقابة الوطنية للصحافة المغربية والمجلس الوطني لحقوق الانسان ،على أهمية احترام اخلاقيات المهنة، والابتعاد عن تضخيم الحقائق، و المفردات الواصمة التي تقوض كرامة وحقوق المتعايشين مع الفيروس ،وكذا الجهود التي تبذلها جمعيات المجتمع المدني.
كما نبهوا الى ضرورة احترام ما جاء في الميثاق العالمي لحقوق الانسان والقوانين الواردة بعده ،باعمال العناصر الأساسية في التغطيات الصحافية والمتمثلة في عناصرها الثلاثة وهي ،الشرط المعرفي ،والشرط المهني ،والشرط الأخلاقي .
واقترحوا على المنظمين إقامة ورشة تحسيسية وترافعية ثانية لفائدة الصحافيين بالجهة (فاس مكناس) والذين لم يستفيدوا من فعاليات وفقرات هذه الورشة.
وقد أشرف على هذه الورشة كل من الدكتور محمد الخماس ،المسؤول عن الأنشطة الدولية لجمعية محاربة السيدا،والاستاذة حنان رحاب نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية،والاستاذة غزلان ازندور المكلفة بالترافع ،والنوع وحقوق الانسان بالجمعية ،والاستاذ جعفر امشعر المكلف بمهمةفي مشروع المنحة الإقليمية متعددة البلدان.
وفي كلمته بهذه المناسبة ،استعرض رئيس فرع جمعية محاربة السيدا بفاس،احمد صبور ،السياق الذي تنظم فيه هذه الندوة ،مشيرا الى أهمية وسائل الإعلام ودورها في التحسيس والتوعية بهذا المرض من خلال تسليط الأضواء على التضامن العالمي، وكذاالالتزامات السياسية التي تم التعهد بها لمكافحة السيدا ،هذا الدور الاعلامي يحظى بالتشجيع والترحيب من طرف منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال مكافحة السيدا،والسلطات الصحية على حد سواء.
وركز المتدخل على أهمية الشراكة مع الصحافة ،وضرورتها لتحقيق الأهداف المتوخاة والمتمثلة في رسائل الوقاية من الداء،وتقليص الوصم والتمييز الذي يتعرض له المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري.
وذكر رئيس فرع فاس للجمعية ،بالميثاق الذي تم توقيعه بفاس، بتاريخ 2020/02/13 بين الجمعية وشركائها تحت عنوان : “فاس بدون سيدا”،وهو الميثاق الذي وقعته 300 مدينة عالمية.
من جانبها اشارت ألاستاذة حنان رحاب عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ،ونائبة الرئيس الىان النقابة وقعت اول ميثاق في هذا الباب عام 2007،وهو ما يؤكد ان النقابة الوطنية للصحافة المغربية انخرطت في هذا المسار لانها تؤمن بكل القضايا المجتمعية العادلة، الى جانب القضايا المهنية ،واقتناعا منها بالدور المحوري الذي يلعبه رجال الإعلام في بث الوعي والتحسيس ،وايضا الترافع على القضايا التي تهم كل الفئات المجتمعية ،لانها هي ضمير المجتمع والمدافع على حقوق كل أفراده.
وأضافت بأن معركة محاربة السيدا، الى جانب قضايا اخرى ،تدخل في اهتمامات الصحافيين من اجل الترافع عليها وجعلها في مقدمة اهتماماتها،شرط اعتماد المهنية والمصداقية والنزاهة ،واحترام ميثاق أخلاقيات المهنة. واستحضار المواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا.
الدكتور محمد الخماس تطرق إلى الوضعية الوبائية بالمغرب مشيرا إلى ان السياق الحالي الوباء يتسم بارتفاع في عدد الاصابات الجديدة بالفيروس ،وانخفاض في نسبة تشخيص الفيروس ،اذ ارتفعت الاصابات الجديدة بنسبة 15% مقارنة بسنة 2020،والسبب له علاقة بجائحة كورونا التي كانت سببا في انخفاض كبير في عدد الاشخاص الأكثر عرضة للفيروس الذين استفادوا من برامج الوقاية والذين بلغ عددهم 125490شخصا خلال سنة 2021،مقابل114310شخصا سنة 2022و140970عام 2019.
وتطرق ايضا الى اسباب انتقال الفيروس محددا ايها في ثلاثة أسباب ، من خلال الاتصال الجنسي ، وانتقاله من الام الحامل الى الطفل،وعن طريق الدم الملوث. موضحا أن فيروس السيدا من اذكى الفيروسات داخل جسم الإنسان ،ومن اضعفها خارجه.وحددسلة الخدمات المقترحة والمتمثلة في الجانب الهيكلي،والجانب البيوطبي ، والجانب السلوكي،موضحا بدقة بكل تلك الخدمات.
ألاستاذة غزلان ازندور،تحدثت في البداية عن الهدف العام من هذه الورشة والمتمثلة في زيادة قدرة وسائل الإعلام على توثيق القضايا المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب،باعتماد مقاربة مبنية على مواثيق حقوق الانسان والمعطيات العلمية الواقعية والتي تساعد على المساهمة في تسريع الاستجابة لهذا الوباء.
اما الهدف الخاص فيتمثل في تعزيز معرفة الصحافيين بكل الجوانب المتعلقة بالفيروس ،واطلاع الصحافيين على مفاهيم الفئات المفتاحية:الهشاشة والوصم والتمييز ،وتمكينهم من استخدام مفردات غير تمييزية وغيرها من الأهداف .
كما تطرقت إلى السبب في محاربة الوصم والتمييز الموجه الى الفئات المفتاحية ،ومن بينهم المتعايشات والمتعايشين مع الفيروس.وافاضت في الشرح والتحليل.
وحثت في الاخير المشاركات والمشاركين للمشاركة في المسابقة التي تنظمها الجمعية تشجيعا الاعلاميين على التعاطي والاهتمام بهذا الوباء لتحقيق الغايات المنشودة من اجل نشر الوعي داخل المجتمع بخطورة هذا الداء.
ألاستاذة مينةحوجيب ،عضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية ،تطرقت الى المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ،والتي يجب الامام بها من طرف الصحافيين،لانها مرتبطة اسد الارتباط بالاعلام عند معالجة مثل هذه الظواهر،ودور رجل الاعلام في توعية وتحسيس كل شرائح المجتمع بكل القضايا التي تهمها ،والارتكاز على المعطيات العلمية الصحيحة ،مع الالتزام باخلاقيات المهنة ،كما ذكرت بالمبادىء الأساسية التي تعتمد في الكتابة الصحافية،وعناصر الخبر المتمثلة في القرب والجودة والأهمية والتشويق وغيرها والتي دأب الصحافيون على الاتيان بها.