ما هو الكولسترول وما هي انواعه ؟
فاس / صوت فاس البديل
ما هو الكولسترول وما هي انواعه ؟
ما هو الكولسترول (Cholestrol)؟
الكولسترول مادة شحمية لا تذوب في الماء ضرورية لعمل الجسم بصورة سليمة، وهو يوجد في الدماغ، الاعصاب، الكبد، الدم والعصارة الصفراوية ويستخدم الكولسترول في الجسم من اجل:
1. بناء اغشية الخلايا.
2. انتاج الهرمونات الجنسية.
من اين ياتي الكولسترول ؟
ياتي الكولسترول من طريقين رئيسيين هما:
1. الكبد:
حيث يقوم الكبد بانتاج 80% من كولسترول الدم.
الكبد هو المكان الرئيسي لانتاج الكولسترول
2. الوارد الغذائي:
حيث ياتي 20% من كولسترول الدم من مصادر غذائية اهمها اللحوم، الدجاج، السمك، البيض، الزبدة، الجبنة والحليب الكامل، في حين لا يحوي الطعام النباتي (الفواكه – الخضار – الحبوب) على الكولسترول.
يتم بعد تناول الطعام امتصاص الكولسترول من الامعاء الى الدوران الدموي حيث يوضع ضمن محفظة بروتينية، ويدعى الكولسترول مع محفظته البروتينية بالدقائق الكيلوسية او الكيلومكرون (Chylomicron)، ويقوم الكبد بعد الوجبة بازالة الدقائق الكيلوسية من الدوران الدموي اما بين الوجبات فيقوم الكبد بانتاج وافراز الكولسترول مرة ثانية الى الدوران الدموي.
شكل يبين انتاج الكولسترول في الجسم.
ما هي انواع الكولسترول ؟
ان الكولسترول مثل الزيت لا ينحل في الدم الا اذا ارتبط مع بروتينات خاصة ندعوها البروتينات الشحمية (Lipoproteins). وهذه البروتينات تقوم بنقل الكولسترول من والى الخلايا، وهناك ثلاثة انواع من البروتينات الشحمية هي:
(1) البروتين الشحمي منخفض الكثافة جدا (Very low density lipoprotein – VLDL).
(2) البروتين الشحمي منخفض الكثافة (Low density Lipoprotein – LDL).
(3) البروتين الشحمي عالي الكثافة (High density lipoprotein – HDL).
يرتبط الكولسترول الذي يفرز من الكبد مع VLDL او مع HDL ويتم استقلاب (تحويل) VLDL الى LDL بسرعة في الدوران. يدعى الكولسترول الذي يرتبط مع LDL الـكولسترول LDL (او الكولسترول الضار او السيئ – bad cholesterol)، اما الكولسترول الذي يرتبط مع HDL فيدعى الكولسترول HDL (او الكولسترول الجيد او المفيد – good).
تصنيف البروتينات الشحمية.
كيف يسبب كولسترول LDL مرض القلب ؟
يدعى كولسترول LDL بالكولسترول السيئ لان ارتفاعه يترافق مع زيادة خطر حدوث مرض القلب الاكليلي (التاجي) (Coronary artery disease)، حيث يقوم البروتين الشحمي LDL الحامل للكولسترول بترسيب الكولسترول على جدران الشريان مسببا تشكل مادة سميكة قاسية تدعى لويحة الكولسترول، ومع الوقت تسبب هذه اللويحة تسمكا في جدران الشريان وتضيقا في اللمعة وتدعى هذه العملية بالتصلب العصيدي (atherosclerosis) او تصلب الشرايين.
يمكن تشبيه هذه العملية بترسب الكلس والاملاح الاخرى داخل مواسير المياه التي تنقل المياه المالحة حيث يؤدي ذلك مع الزمن الى تضيق هذه المواسير وقد تنسد كليا.
تدعى الشرايين التي تنقل الدم والاكسجين الى العضلة القلبية بالشرايين الاكليلية، وعندما تتضيق هذه الشرايين بسبب التصلب العصيدي (تصلب الشرايين) فانها تصبح غير قادرة على تزويد العضلة القلبية بكفايتها من الدم والاكسجين اثناء الجهد، ويؤدي نقص الاكسجين (نقص التروية) عن القلب الى حدوث الم صدري شديد (الذبحة الصدرية – Angina)، كذلك يمكن ان تتشكل خثرة دموية في احد الشرايين الاكليلية وتؤدي الى انسداد تام في الشريان وبالتالي موت العضلة القلبية او جزء منها (احتشاء العضلة القلبية او النوبة القلبية).
وكما ذكرنا في المقدمة فان تصلب الشرايين الاكليلية (داء القلب الاكليلي) هو اكثر الاسباب شيوعا للوفاة في الولايات المتحدة ويسبب حوالي 500 الف وفاة سنويا.
التصلب العصيدي: يؤدي ارتفاع الكولسترول في الدم الى ترسب الكولسترول الزائد في جدار الشرايين وبالتالي يسبب تضيقها وينقص الجريان الدموي.
لماذا يدعى كولسترول HDL بالكولسترول الجيد ؟
يدعى كولسترول HDL بالكولسترول الجيد او الحميد لانه يقي من حدوث تصلب الشرايين الاكليلية حيث تقوم جزيئات HDL بالتقاط الكولسترول من الدم وجدران الشريان بعد ان تاخذ الخلايا حاجتها منه وتعود به للكبد، وهناك يمكن ان يطرح من الجسم عن طريق الصفراء او يدخل مرة اخرى في تركيب كولسترول LDL. ويشكل كولسترول HDL حوالي ربع الى ثلث الكولسترول الجائل في الدم ويبلغ مستواه الطبيعي عند الرجال 40–50 ملغ/دل، اما عند النساء فيبلغ مستواه الطبيعي حوالي 50–60 ملغ/دل. وتعتبر مستويات كولسترول HDL دون 40 ملغ/دل مستويات منخفضة وتزيد خطر حدوث الداء القلبي.
يقوم كولسترول HDL بالتقاط الكولسترول من الدم وجدران الشريان وبالتالي يعمل على الوقاية من تصلب الشرايين الاكليلية.
ما الذي يحدد كولسترول HDL في الدم ؟
ان الكبد لا يقوم فقط بانتاج الكولسترول LDL وافرازه للدم لكنه يقوم ايضا بازالة جزيئات كولسترول LDL من الدم. وحتى يقوم الكبد بهذه المهمة (ازالة جزيئات كولسترول LDL) فانه يعتمد على بروتينات خاصة تدعى مستقبلات LDL موجودة في الحالة الطبيعية على سطوح الخلايا الكبدية. ان العدد المرتفع من مستقبلات LDL الفعالة على سطوح الخلايا الكبدية يترافق مع ازالة سريعة للكولسترول LDL من الدم وبالتالي انخفاض مستويات كولسترول LDL، ويترافق عوز او نقص عدد هذه المستقبلات مع ارتفاع كولسترول LDL في الدم وبالتالي زيادة خطر المرض القلبي الاكليلي.
ان كلا من الوراثة والنمط الغذائي لهما تاثير هام على مستويات الكولسترول الاجمالي ومستوى كولسترول LDL وكولسترول HDL. على سبيل المثال يعتبر فرط كولسترول الدم العائلي اضطرابا وراثيا شائعا يحدث فيه عند المصابين نقص (او غياب) في عدد مستقبلات LDL على سطح الخلايا الكبدية. ويؤدي ذلك الى تحدد قدرة الكبد على ازالة كولسترول LDL من الدم، وبالتالي يحدث عند افراد العائلة المصابين ارتفاع غير طبيعي في مستويات كولسترول LDL في الدم ويكونون مؤهبين لحدوث نوبات قلبية في عمر باكر.
كذلك فان الغذاء الغني بالدهون المشبعة والكولسترول ينقص فعالية مستقبلات LDL في الكبد وبالتالي يؤدي لارتفاع مستويات كولسترول LDL في الدم.