مجلس الجامعة ،يستعرض و يقيم حصيلة السنة الاولى من إنجازات مشروع تنمية الجامعة .

فاس // صوت فاس البديل / ادريس العادل

عدسة // محمد عادل البوعناني.

        التزاما بمنهجية الحكامة الرشيدة المبنية على التشارك ، والشفافية والتقييم، استعرض الاستاذ رضوان مرابط ، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ، حصيلة إنجازات الجامعة في السنة الاولى من تنزيل برنامجه لتنمية هذه الأخيرة(2022/2018) ، خلال اجتماع مجلسها الملتئم مؤخرا ،حيث أجمع الحاضرون على أهميتها ووقعها الإيجابي على الطلبة وتحسين ظروف العمل وارتقاء الجامعة في كل المجالات.

 واشار السيد الرئيس  بأن هذه الحصيلة هي ثمرة عمل جماعي، ساهم في تحقيقه كل الفاعلين الجامعيين. وذكر بمرجعيات ، ومرتكزات مشروع التنمية ، الذي صادق عليه مجلس الجامعة في 27 يوليوز من السنة الماضية، والأهداف الواردة فيه ، وأهم المشاريع المقترحة، ليتسنى للمتتبعين مقارنة الحصيلة مع التوقعات.

          وفي ظل الحركية التي تعيشها الجامعة بعد تعيين المسؤولين الجدد عن مؤسساتها، وانخراط كافة الفاعلين في مشروع تنميتها، اطلع الرئيس ،مجلس الجامعة على المؤشرات الكمية و  النوعية ، في مجالات الحكامة والتكوين و البحث العلمي والابتكار وعصرنة التدبير الاداري والمالي والانفتاح على المحيط السوسيو-اقتصادي وتحسين ظروف العمل والحياة الطلابية وتشجيع الاشعاع الدولي للجامعة ورفع مكانتها في التصنيفات الوطنية و الدولية .

          وتبرز الحكامة التشاركية المعتمدة ، من خلال اشتغال الهياكل و العدد المرتفع لاجتماعات مجلس الجامعة واللجن المنبثقة عنه، وما عرفته السنة الجامعية من لقاءات مع الأطر الادارية ، و التقنية ، والهيئات النقابية  والشركاء، بالاضافة إلى العمل الميداني والمتمثل في زيارة المؤسسات، واعتماد منهجية القرب ، و التواصل المفتوح في تدبير الملفات ، و اعتماد مقاربة جديدة في توزيع الميزانيات اعتمادا على المشاريع والاسبقيات  المدروسة.

            كما ذكر رئيس الجامعة خلال هذا اللقاء،  بالبنيات الجديدة المحدثة،منها مؤسسة      الوساطة  بالجامعة من أجل تعزيز قنوات الحوار،  وفريق العمل حول البيئة والتنمية المستديمة، وتم تأسيس خمسة مراكز مشتركة، بهدف تجويد الاداء ، وإرساء حكامة تشاركية تتيح دعم الانتاج العلمي ، والتربوي ، وتعزيز الانفتاح على المحيط. ومن بين هذه المراكز المشتركة  مركز التكوين عن بعد، ومركز التكوين المستمر والإشهاد ، ومركز التوجيه والارشاد والتتبع، إضافة إلى إحداث متحف العلوم، الذي سطر من بين أهدافه ، عرض الأعمال والمؤلفات والتحف ذات القيمة التراثية والعالمية، وعرض الخبرات والتجارب الديداكتيكية والتفاعلية المتعلقة بتطور العلوم والتكنولوجيا، والاكتشافات والابداعات والمخطوطات ، والمطبوعات في مجالات العلوم الإنسانية ، والاجتماعية والعلوم الدقيقة، ونشر المعرفة وتعميمها لتقوية دور الجامعة في الحفاظ على التراث الوطني والإنساني، و الإسهام في تعزيز دور الجامعة في مجالات السياحة الثقافية المستدامة ، والحوار بين الثقافات، وإنجاز دراسات وتقارير تهدف إلى جرد وتصنيف التراث المادي واللامادي الذي تزخر به جهة فاس مكناس بشراكة مع مختبرات الجامعة ، حرصا على أهمية الدور الاساسي لشركائها على المستوى الجهوي والوطني والقاري والدولي.

كما تم خلق  إطار “أستاذ شرفي” بالجامعة     (Professeur  honoraire) من أجل تحفيز الأساتذة لمواصلة أدائهم التربوي و العلمي  ودعم  جهودهم في الابداع و التأطير بعد التقاعد، وذلك بالاعتراف بأدائهم المتميز الذي يخول لهم صفة “الاستاذ الشرفي”. وبهذا يمكنهم مواصلة استثمار مهاراتهم لفائدة الجامعة وطلبتها وإنجاز مشاريعهم العلمية والتربوية.  كما تم خلق  إطار “أستاذ فخري” بالجامعة (Professeur émérite  ) الذي ستخول صفته لأساتذة التعليم العالي من درجة “ج” المزاولين لمهامهم , و المعترف لهم بالتميز العلمي و الاكاديمي ، وذلك تشجيعا لهم على مواصلة الانتاج والتأطير ، والانخراط في تنزيل استراتيجيات الجامعة في مجالات تخصصاتهم. وقد شرعت الجامعة في تعيين لجنة دراسة الترشيحات وتفعيل هذه القرارات.

               وعلى مستوى التعاون الجامعي الدولي، فقد تم توقيع 10 اتفاقية للإشراف المزدوج على الاطروحات مع جامعات دولية معروفة. و 69 اتفاقيات مع هيآت ومؤسسات شريكة دولية ووطنية خلال موسم 2018-2019. 

           اما في مجال البحث العلمي، سجلت الجامعة حضورا متميزا على الساحة   الوطنية، بحصول أساتذتها على تمويل مشاريع بحث جديدة بلغ عددها هذه السنة العشرة (10)، في إطار عروض المركز الوطني للبحث العلمي ، و التقني،  من خلال برنامج ابن خلدون وبرنامج البحث حول النباتات الطبية و العطرية.

كما حققت الجامعة ، رقما غير مسبوق من المنشورات في المجلات الدولية المفهرسة، حيث وصل عددها 571 مقالا في قاعدة سكوبوس الدولية (Scopus) في النصف الأول من سنة  2019، و165 مقالا في قاعدة ويب أوف ساينس

 (Web of Science) في نفس الفترة.  

             وهذا الزخم في الانتاج العلمي ، هو نتاج خطة الجامعة في مجال الدعم والتحفيز بكل الوسائل المتاحة والاحتفال بالتميز وتشجيع الابتكار و التجديد العلمي، والدعم التقني المتوفر في مركز الابتكار.

           كما دعمت رئاسة الجامعة خلال السنة الماضية 63 تظاهرة علمية أغلبها دولية، نظمتها المختبرات المعتمدة، بالإضافة إلى الأنشطة الممولة من طرف المؤسسات.

          وعلى مستوى التصنيف العالمي للجامعات، أكدت جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، مكانتها ضمن الألف جامعة الاولى في العالم، حسب تصنيف تايمز هاير إدوكايشن لتصنيف الجامعات، حيث رتبت في فئة 801-1000، كما واصلت تقدمها ضمن الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة، حيث انتقلت هذه السنة في الترتيب العام للجامعات المغربية، من الرتبة الثالثة إلى الرتبة الثانية وطنيا، بل إنها احتلت المرتبة الاولى على مستوى “الإحالة العلمية أو الاستشهاد”.

وخلال مناقشة وتقييم هذه الحصيلة ،  ثمن الجميع هذه المبادرة التي مكنت أيضا من فتح النقاش حول برنامج  عمل السنة المقبلة وأسبقياته، وضرورة استثمار كل الجهود لتأهيل الجامعة، خاصة في المركب الجامعي ظهر المهراز. وسيرا على نفس المنهاج أوصى المجلس رؤساء المؤسسات بتقديم ومناقشة الحصيلة السنوية على صعيد المؤسسات ، ومناقشة برامجها المستقبلية وأسبقياتها، وتهيئ تقارير في الموضوع قصد الاطلاع عليها والوقوف على مضامينها.