مشاهدات من برلين / المانيا الاتحادية طوبوغرافية الرعب :معرض يذكر العالم بالفترة النازية(1933-1945) ودرس للعبرة!!!!‎

المانيا // برلين / صوت فاس البديل / ادريس العادل.

بالقرب من وزارة الداخلية بعاصمة المانيا الاتحادية،برلين يوجد معرض طوبوغرافية الرعب، والذي يجسد بالصورة والصوت الفترة النازية(1933_1945)،فعند وصولنا الى هذا المعرض ، الذي يعج بالزوار ،المان واجانب،كانت مرافقتنا السيدة مارتينا حلمي حريصة على أن تكون الزيارة والجولة مفيدة ،ومعبرة ،للوقوف على هذه الحقبة التاريخية التي بصمت المانيا على عهد ادولف هتلر.

وتوفر هذه الجولة،  في المكان المؤلف من15قسما ، لمحة عامة عن قصة الموقع التاريخي هذا،وكيفية استخدامه في العهد النازي ، وفترة ما بعد الحرب ، ومعلومات عن مؤسسات الرعب للنظام النازي التي كانت متمركزة في هذا المكان على عهد الرايخ الثالث.
فاستاجرت السيدة حلمي المسؤولة عن زيارات الوفود الأجنبية بمؤسسة فريديرش نومان من اجل الحربة، هذه الزيارة للتذكير ، كان من ورائها،السيد أولاف كيلهورف مدير المؤسسة بالرباط ،في إطار الشراكة التي تجمع المؤسسة بمركز حقوق الناس /المغرب، برئاسة الاستاذ جمال الشاهدي ، قلت استاجرت لنا مرشدا صوتيا ،حسب اللغة المرغوب الاستماع بها(العربية ،الفرنسية ، الانجليزية، وربما لغات اخرى …)، هذا المرشد يدل الزوار ، بالصوت ،على مضامين الصور المثبتة في هذا الفضاء الدائم، الذي شيد باتقان، والذي يتناول،باللغتين الألمانية ،والانجليزية، المؤسسات المركزية لقوات حماية الدولة والشرطة ، والجرائم التي ارتكبتها في شتى أنحاء اروبا، كما يسلط المعرض الضوء على فئات مختلفة من ضحايا النظام النازي.

      ومؤسسات الاضطهاد والرعب النازي،كما يسمونه والتي كانت في هذه المنطقة،حيث تمركز الشرطة السرية ،(الغيستابو) وفرق الحماية الحماية لقيادة الرايخ، والمكتب الامني، والمكتب الرئيسي لامن الرايخ بدءا من سنة 1939.

       وقد تم هدم تلك المباني التي تم تدمير اجزاء منها،وتلك التي تعرضت أجزاء كبيرة منها لاضرار بالغة في المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية إلى غاية1956،حيث دخلت هذه الاماكن طي النسيان الى أن استعادت حضورها تدريجيا في نهاية 1970.

       وفي عام 1987، تم انشاء ملف توثيقي يشرح بدقة تاريخ هذه الاماكن والجرائم التي قامت بها النازية .

 ومع افتتاح مركز التوثيق الجديد خلال شهر ماي2010،انتهى المعرض المؤقت الذي دام لأكثر من عشرين سنة، واصبح بإمكان مشروع طوبوغرافية الرعب ان يؤدي وظائفه على احسن وجه، هذه الوظائف التي تتجلى في نشر المعرفة التاريخية حول رعب النظام النازي والحث على الدراسة الفعالة لهذه الفترة التاريخية وتداعياتها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

       ومعرض طوبوغرافية الرعب، يقع في  شارع نييديركيرشنيرسترابي بالعاصمة برلين ، ويفتح أبوابه يوميا في وجه الزوار من العاشرة صباحا الى الثامنة ليلا، ويمكن الوصول اليه عن طريق ،الحافلات او قطار الشوارع الترامواي،او قطار الانفاق.

       ويشتمل المعرض على خمسة اجنحة،ومقدمة للموقع التاريخي،وخاتمة المعلمة التاريخية بعد سنة1945.

        ففي الجناح الاول،نجد صورا تجسد تولي النازية للسلطة(الرعب والتنظيم،الغيستابو :الشرطة السرية للدولة ،المجتمع الشعبي :اي  الالمان بين الايمان بالقائد والحياة اليومية.

         وفي الجناح الثاني،تتجسد مؤسسات الرعب : قائد الرايخ،فرق الحمايةهيملر،دولة فرق الحماية(شتاتس شوتس)، وقائد الشرطة الألمانية:قوات فرق حماية الدولة التابعة لهيملير،ثم المكتب الرئيسي لامن الرايخ ،وحبس حماية أداة الرعب ، ومعتقلات التصفية والتعذيب التابعة لحماية الدولة.

      اما الجناح الثالث،فمخصص للرعب والاضطهاظ والابادة في منطقة الرايخ،ويشتمل على،صور لاعداء الدولة:المعتقلون السياسيون،العدو العرقي السياسي الرئيسي:اليهود الالمان،والغجر السنت وروما، واضطهاد اللااجتماعيين،والمثليين جنسيا،وتصفية المرضى ، والعمل القسري ، واسرى الحرب السوفيات.

      وفي الجناح الرابع،تتجسد قوات حماية الدولة والمكتب العام لامن الرايخ في المناطق المحتلة(بولندا(1939/1945)، والاتحاد السوفياتي(1941/1944)، واروبا الشمالية والغربية والجنوبية والوسط(1938/1945).

     اما الجناح الخامس ،فيجسد نهاية الحرب وما بعدها.

        متحف تاريخي يجسد بالصورة والكلمة ،مرحلة تارخية لم تعشها المانيا فحسب بل عرف العالم تداعياتها، والمثير في هذه الزيارة. ايضا ،هو ان المرشد الصوتي ،حيث يسمعك ، وانت تشاهد ، مقاطع من خطابات  ادولف هتلر الحماسية، واصوات الجماهير المؤيدة للسياسة التي كان ينهجها انذاك،.

         درس تاريخي مفيد ،يؤكد ان تطور الشعوب لاياتي بالشكل الذي نتصوره،،بل بالمعاناة والعذاب، والماسي ،وبناء الاوطان لم يكن سهلا ، ومن رحم المعاناة خرجت المانيا قوية،بعماراتها المميزة ، وبنيات تحتية تبهر الزوار ، وما معرض الرعب الا تذكير لمن يتذكر ،فترى الشباب من مختلف الأعمار ،يقفون على تاريخ بلادهم ليعلموا ان المحن تصنع الرجال ،والرجال المخلصون يصنعون الدولة القوية والمؤمنة بالانسان،

 انه الدرس المفيد.