من تنظيم مركز حقوق الناس /المغرب : حقوق الإنسان خلال الأزمات من منظور القانون الدولي الإنساني موضوع ندوة وطنية.
فاس// صوت فاس البديل / إدريس العادل
ع البوعناني
اكد مدير مؤسسة فريديريش نومان بالمغرب، السيد سيباستيان فوخت، في افتتاح الندوة الوطنية، التي نظمها مركز حقوق الناس المغرب ، على أهمية الشراكة التي تجمع المؤسسة مع مركز حقوق الناس المغرب، منذ23سنة ،والتي اثمرث العديد من البرامج الهادفة في عدة مجالات.
مشددا على أهمية المصطلحات التي شاعت في الأوسط الاجتماعية العالمية، باستعمالها في غير محلها، مشيرا إلى أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا اليوم،لا يمكن أن نسميها أزمة،بل تسيمتها الصحيحة هي حرب،لا أزمة، حرب ضروس لأنها حصدت اكثر من 20.000 من الأرواح في أقل من سنة، مشيرا إلى أن عدد من الزملاء يعانون معاناة صعبة ويعيشون ظروفا قاسيةجراء هذه الحرب .
وأضاف خلال افتتاح الندوة الوطنية التي نظمها المركز،امس الاربعاءبشراكة مع المرصد الجهوي للإعلام والتواصل،وبدعم من مؤسسة فريديريش نومان الالمانية من أجل الحرية ،أن المسألة الثانية التي نركز عليها، هي الأشتغال على حقوق الإنسان ومدى احترامها في كل الأحوال، عادية ام استثنائية،وعلينا أن ندافع على هذه المبادئ، كما جاءت في المواثيق الدولية، ونناهض كل الخروقات المتعلقة بها والمس بهذه الحقوق من اي دولة كيف ما كانت.
وعبر عن سعادته بالحضور في انطلاقة جديدة لهذه السنة، مع شريك جمعوي فاعل، هو مركز حقوق الناس المغرب، ومن مدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة المغربية، مع تشرفنا، انا وفريق العمل، بحضور مجموعة من الفاعلين الجمعويين والصحافيين، وممثلي المجتمع المدني.
وتضمنت هذه الندوة ،بعد الكلمات الافتتاحية للمنظمين مداخلات هامة، حيث عالج الأستاذ عبد العالي معلمي، باعتباره عضو سابق في لجنة القانون الدولي الإنساني ، الحرب الروسية الاوكرانية، من خلال مقارنته بحقوق الإنسان زمن الأزمات والحروب، وتحدث عن الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن، منها اتفاقية جنيف، ولاهاي، وفرق بين النزاعات الداخلية التي تقع داخل الدولة كالاحتجاجات مثلا، والحركات الانفصالية،و النزاعات المسلحة، وغيرها، وأشار إلى أن المجتمع الدولي من خلال المنظمات الدولية وضع عدة قواعد في هذا الشأن من خلال الاتفاقيات الدولية التي تصادق عليها الدول فتصبح ملزمة لتحمي حقوق الأفراد والجماعات. وأشار إلى النزاعات المسلحة وأثرها على الأفراد والجماعات. وفي الاخير، نبه إلى أن هذه الحرب، (الحرب الروسية الاكرانية)، هي بالدرجة الأولى حرب سياسية لمقاومة التوسع الغربي، و التضييق على روسيا، مما جعل روسيا ترد بالحرب على أوكرانيا.
الأستاذ جمال الشاهدي،رئيس مركز حقوق الناس المغرب،تحدث عن دور الجهات الرسمية في مجال تعزيز حقوق الإنسان خلال الأزمات والحروب، إذ على الدولة ان تحمي الأفراد والجماعات، وتلك مسؤولياتها، وذلك من خلال التوازنات بين الحقوق والواجبات، والحفاظ عليها، خصوصا وان الدولة من مهامها الأساسية، للحفاظ على الصحة العامة، والسكينة العامة، والامن العام.
وأضاف الأستاذ جمال،بأن هناك عدة تحديات،والتي تطرح نقاشات على جميع المستويات فيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني.
هذه التحديات احدثت تفاعلات بين القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما تطرق إلى التطور الذي تعرفه الحروب و النزاعات باسلحة متطورة، كالطائرة بدون طيار، والحرب الالكترونية، و الأسلحة الجرثومة وغيرها مما يؤثر على الأفراد والدول على حد سواء، ومن تم يجب مسايرة هذه التطورات المتسارعة من أجل أنسنة الكوارث و الأزمات والحروب.
وتطرقت ا لا ستاذة أمينة مجدوب، عضو الهياة المديرة لمركز حقوق المغرب، إلى دور المجتمع المدني في مجال تعزيز حقوق الإنسان خلال الأزمات والحروب، واكدت على أهمية هذا الدور المتمثل في التحسيس، و الوقاية، إلى جانب المهام المتعددة التي تقوم بها المؤسسات الرسمية.
و اعتبرت المتدخلة، أن عمل جمعيات المجتمع المدني يدخل في خانة التضامن مع المنكوبين جراء الكوارث الطبيعية على وجه الخصوص، والحفاظ على كرامة الأفراد باعتبار ذلك من البنود الأساسية لتعزيز حقوق الإنسان.
وعززت الأستاذة مداخلتها بعدة صور تجسد عمل بعض جمعيات المجتمع المدني ذات الحس الوطني.
وعن دور الإعلام في مجال تعزيز حقوق الإنسان خلال الأزمات والحروب، استعرض ادريس العادل، مجموعة من القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تؤكد على أنه في حالة فرض اي دولة من الدول الأعضاء، حالة الطوارئ، عليها أن لا تفرض قيودا على حرية الإعلام و الصحافة، إلا في الظروف الاستثنائية القصوى والى المدى يشترطه القانون، و بعيدا عن التمييز على اساس العرق اوالدين أو اللون، أو اللغة.
وتطرق المتدخل،الى مسؤوليات الصحافيين زمن الأزمات، والمتمثلةفي الالتزام باعراف المهنة من خلال التحري والتدقيق في المعلومات والتأكد من صحتها. والالتزام باخلاقيات المهنة والتي تصبح أكثر أهمية في زمن الأزمات لإيصال الاخبار الصحيحة بعيدا عن التهويل و التخويف، وبث الرعب في المجتمع بدون مبرر.
بالإضافة إلى توعية المواطنين المعنيين بخطورة الوضع للاحتراز،وترشدهم للخطوات التي يجب اتخاذها تجنبا لما قد يؤذي سلامتهم
وعلى وسائل الإعلام ان تحث المواطنين على الالتزام بالقوانين التي تسنها السلطات الوطنية المختصة.