هل دخل مهرجان فاس للموسيقى العريقة مرحلة الموت السريري ؟
فاس / صوت فاس البديل
فونونو خالد
هل دخل مهرجان فاس للموسيقى العريقة مرحلة الموت السريري ؟
قرارات واختيارات القائمين على مهرجان الموسيقى الروحية بفاس دخلت دائرة التخبط والارتجالية، وما لبرمجة المهرجان في هذا التوقيت من السنة إلا دليل على عدم استفادة المسؤولين عن المهرجان من الأخطاء السابقة، بحيث كانت تبرمج الدورات الأولى من عمره خلال شهر ماي، والذي عادة ما يتميز بتقلبات جوية أعاقت مجموعة من العروض الموسيقية بباب المكينة، إلا أن قدرنا في هاته البلاد أننا نصر على أن نستخدم نفس الوسائل وأن نكرر نفس الأخطاء وننتظر نتائج مختلفة. ومن جهة أخرى، كان فلسفة المهندسين الأوائل لهذا الحدث الهام الذي تعرفه العاصمة العلمية أو بالأحرى عاصمة التسامح، إعطاء بعد كوني لهاته المدينة من أجل جعلها محطة لاستحضار قيم التعايش والإخاء واستقطاب أكبر عدد من السياح الأجانب والمهتمين وليعطي المهرجان بذلك قيمة مضافة للنسيج السياحي الوطني والمحلي، إلا أننا أصبحنا نلمس نوع من الابتعاد عن روح وفلسفة هدا المهرجان، فاختيار الصاهرين لبعض الفنانات والفنانين والدين لا علاقة لهم بمضمون وروح هدا العرس الفني الكبير، مع احترامي للجميع، إلا تأكيد على أن هناك أيادي تريد اقبار هدا الحدث الفني العالمي، فلم يعد يستقطب الأجانب كما كان في السابق، وهذا يطرح العديد من الأسئلة الملحة والآنية، هل دخل مهرجان الموسيقى الروحية والعريقة بفاس موت سريري ينضاف إلى المشاكل والاحباطات التي تتخبط فيها المدينة والجهة على العموم لا على المستوى الثقافي والاقتصادي والرياضي الخ…من المؤسف حقا أن ترى أسماء كبيرة في عالم الموسيقى ولونها الفني يتماشى بشكل كبير مع موضوع المهرجان و يمكن أن تعطي اشعاعا له، ولا يتم استدعاؤها. إدارة المهرجان أصبحت مسؤولة أكثر من أي وقت مضى أمام الرأي العام لكي توضح وتجيب عن هاته الأسئلة و الانشغالات، لأن مالية المهرجان ورغم أنها تظهر على أنها ممولة من طرف ابناك وشركات كبرى، لكن للعلم فقط فإن هاته المؤسسات تستفيد من امتيازات ضريبية مقابل دعمها لمثل هاته الأنشطة، أي بمعنى أن خزينة الدولة تحرم من مجموعة من المداخيل الهامة، ولا يمكن القبول بإهدار هاته المبالغ الطائلة على فنانين لا يقدمون الشيء الكثير لما تطمح له مدينة فاس.