احتضنته رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله: النسخة الأولى من يوم البحث الجامعي في خدمة الصناعة التقليدية.

فاس \\ صوت فاس البديل \ ادريس العادل

عدسة \\ محمد عادل البوعناني

قال رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس،الدكتور رضوان مرابط ،ان الانتماء إلى فاس،بقدر ما هو فخر وشرف،فهو ايضا مسؤولية والتزام ،وهذه المسؤولية تقتضي اولا الحفاظ على مكانة فاس العلمية،وثانيا الحفاظ على ثراتها الثقافي ،والاقتصادي ، والمعماري وصيانته،والتعريف به،ودعم استمراريته في الزمان والمكان.

واضاف،في كلمته الافتتاحية للنسخة الأولى من يوم البحث الجامعي في خدمة قطاع الصناعة التقليدية،الذي احتضنته مؤخرا رئاسة الجامعة، بأن هذا التوجه كان حاضرا ضمن اهتمامات جامعتنا، وهو احد الركائز التي يقوم عليها مشروع تطويرها ،ويهدف الى الانفتاح على فضاءات المعرفة والتكنولوجيا،والابتكار،واعتماد استراتيجية استباقية تستجيب بدينامية وفعالية لمختلف حاجيات المقاولات والهيئات العمومية والخاصة،وهي استراتيجية تطمح إلى التعاون مع اكبر عدد من الشركاء لما فيه مصلحة الجميع.

وفي هذا الصدد أشار الرئيس،إلى قطاع الصناعة التقليدية،باعتباره من القطاعات المهمة والفاعلة في المملكة، التي يمكن أن نلبي من خلالها التزاماتنا تجاه ماضي مدينة فاس،وحاضرها ومستقبلها،لذلك وقعت جامعتنا في يوليوز الماضي إتفاقية شراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي،وهي اتفاقية تمكن الجامعة من وضع خبرات اساتذتها،وبنياتها،ومختبراتها،رهن إشارة الحرفيين في مجال الصناعة التقليدية.

واختتم كلمته،بالتاكيد على ان هذا النوع من الاتفاقيات ،فتح المجال لكثير من التجارب الناجحة التي انجزها أساتذة الجامعة،مثل مشروع البحث حول ضمان جودة المنتوجات الجلدية، ومشروع تكوين الحرفيين في قطاع الدباغة باستعمال المواد البيولوجية الطبيعية،ومشروع تحسين زخرفة الزليج من خلال برامج معلوماتية،بالاضافة الى مشاريع اخرى ستعرض عليكم خلال هذا اليوم.

من جانبه ،قدم السيد عبد الرحيم بلخياط الزوكاري،المدير الجهوي لقطاع الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس عرضا مفصلا بالصوت والصورة عن قطاع الصناعة التقليدية، انطلاقا من أهمية القطاع على المستوى الوطني،باعتباره رصيدا حضاريا يختزن ويبرز المعارف والقدرات الإبداعية للصانع التقليدي المغربي من جهة ،ومن جهة اخرى،يعتبر القطاع مكونا اساسيا على المستوى السوسيو اقتصادي، ببعد اجتماعي،اذ يشغل 2,3مليون من اليد العاملة اي ما يمثل20/ من اليد العاملة على المستوى الوطني ،ويساهم في الناتج الداخلي الخام بنسبة 7 الى 8/ اي ما يقارب مليار درهم ،ويذر عملة صعبة من خلال الصادرات التي بلغت 795.505.000,00د بنسبة 18,4/على اعتبار ارتباطه بالقطاع السياحي.

وعلى مستوى مدينة فاس،فان القطاع يوفر العيش لازيد عن27/من ساكنة المدينة ،وازيد عن 75/ بالمدينة القديمة،كما ان فاس تمتاز بتوافر المواد الأولية المختلفة للقطاع ، وبتواجد كل حرف الصناعة التقليدية، فنية وانتاجية، وقدم المدير الجهوي للقطاع احصائيات دقيقة حول عدد الصناع العاملين في القطاع بفاس،والبالغ عددهم 78.000 صانعا وصانعة،اي مايعادل 67/من صناع وصانعات الجهة،فيما يبلغ عدد الوحدات 15350 وحدة،منها 197مقاولة، و130تعاونية بها 1812 حرفيا،و132 جمعية حرفية تضم 5690 منخرطا.

واعطى حصيلة المشاريع التي تم تحقيقها والتي تعدت 76 مشروعا،بالإضافة إلى مشاريع البنيات التحتية والمتمثلة في الفنادق ،والمدابغ، والاسواق،والمجمعات العمرانية،وغيرها من المشاريع التي اعطت للقطاع دينامية قوية من خلال الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة للقطاع والعاملين به.

كما تطرق المسؤول،الى الاشكالات التي لا يزال القطاع يعاني منها،وهي التي تشكل ،حسب قوله،أرضية للتعاون بين الجامعة والوزارة من خلال الاتفاقية التي تجمع الطرفين ،وعدد ايضا مجالات التعاون والشراكة.

وخلال هذا اللقاء ايضا ،قدم السيد خالد رحيل رئيس قسم الجودة بالوزارة مجموعة من التجارب في إطار التعاون بين الباحثين والصناع التقليديين،مؤكدا على اعتماد الجودة في كل مراحل الإنتاج ،مشيرا الى أن الوزارة اعتمدت  شارات للجودة الخاصة بمختلف المنتوجات التقليدية ، والتي تحمل مصدر تصنيعها(صنع بالمغرب.

كما تم تقديم عدة عروض منها :الابتكار في خدمة قطاع الصناعة التقليدية ،ةت، والإعلان عن مباراة للابتكار في الصناعات الحرفية بالإضافة إلى استعراض اهم الخطوط الرئيسية لإتفاقية الشراكة والتي تحدد مساهمات كل الأطراف الموقعة عليها ،وهي جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ،ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ، وغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس،التي حضر رئيسها السيد عبد المالك البوطيين ، والذي أكد في كلمته على أهمية التعاون بين الجامعة وقطاع الصناعة التقليدية ،مشيرا الى أن منتخبي القطاع يتطلعون الى النتائج التي ستسفر عنها هذه الشراكة  الهامة ،وانفتاح الجامعة على محيطها ،وعلى قطاع له أهميته الكبيرة في النسيج الاقتصادي الوطني.

عروض قدمها ايضا عدد من اساتذة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ،والذين يساهمون كثيرا ومنذ سنوات ، في اغناء القطاع بابحاثهم العلمية المرتبطة بعدد من الحرف التقليدية.

يذكر أن اللقاء حضره عمداءورؤساء واساتذة المؤسسات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله ،وبعض الأطر الإدارية الى جانب اطر المدير ية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس ،واطر الغرفة، وعدد من مراسلي الصحف الوطنية والمحلي.