المنتديات الفكرية والتكوينية للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين عن بعد والحلقةا الثانية في موضوع: “سيناريوهات الموسم الرياضي.. كرة القدم نموذجا”.
الدار البيضاء/صوت فاس البديل.
احتفت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، مساء الأربعاء، الموافق لـ14 رمضان/ 06 ماي 2020، بالحلقة الثانية من سلسلة منتدياتها الفكرية والتكوينية عن بعد، التي أطلقتها مستهل شهر رمضان المبارك، والتي كان ضيفها، السيد أحمد غيبي، العضو الجامعي السابق، بموضوع تحت عنوان “مصير الموسم الرياضي، كرة القدم نموذجا.. السيناريوهات المحتملة؟ !”.
الحلقة الثانية من منتديات الرابطة المغربية للصحافة الرياضية، التي شهدت حضورا وازنا؛ من مسيرين ومدربين ولاعبين ووكلاء لاعبين ومهتمين ومتتبعين، فضلا عن أعضاء المكتب المسير للرابطة، وثلة من الزملاء الإعلاميين المرموقين، واستمرت زهاء ثلاث ساعات، ناقشت جملة من السيناريوهات المحتملة لمصير الموسم الرياضي، وقلبت موضوعها من كل جوانبه.
وركز السيد أحمد غيبي، العضو الجامعي السابق، وضيف الحلقة الثانية، في كلمته الافتتاحية، فضلا عن مداخلاته، وردوده، على الإشارة إلى نقط القوة والضعف التي تتميز بها كرة القدم المغربية بنيويا وهيكليا، مشيرا إلى أن من حسن حظ الكرة المغربية أن نقط قوتها أكثر من نقط ضعفها، قبل أن يشير، وهو يستعرض للسيناريوهات المقترحة بشأن مصير الموسم الكروي، إلى سيناريو “الموسم الأبيض” الذي يحترم الظرفية الحالية، لكنه غير منصف حيث سيكون المتضرر الأكبر منه هي الأندية التي اجتهدت وخاصة في القسم الوطني الثاني وقسم الهواة، كما أوضح أن خيار توقيف المنافسات واعتماد الترتيب الحالي لحسم اللقب صعب بدوره بسبب اعتبارات وحساسيات عديدة خاصة في ظل عدم وجود تكافؤ بين الأندية في عدد المباريات التي تم خوضها ووجود عدد كبير من المؤجلات، وكذا عدم حسم مصير مباراة الدفاع الجديدي ضد الرجاء الرياضي”، كما أشار أحمد غيبي إلى سيناريو آخر يتمثل في اعتماد” موسم أبيض” على مستوى مقدمة الترتيب وعلى مستوى أسفل الترتيب بعدم نزول أي فريق مع صعود فريقين من القسم الثاني، والعودة تواليا على مدى ثلاث سنوات إلى الوضع الطبيعي، معتبرا أن هذا الوضع سيكون منصفا للأندية المجتهدة في القسم الثاني، كما تحدث المسؤول الجامعي السابق عن صعوبة استئناف منافسات البطولة نظرا لصعوبة المرحلة وتداعيات جائحة كورونا، قبل أن يؤكد أنه يفضل بالخصوص التساوق مع الموسم الإفريقي، على أن يكون موضوع اتفاق بين المسؤولين المغاربة والأفارقة على صعيد “الكاف.
السيد أحمد غيبي، الذي أكد لمرات عديدة بأن معضلة كرة القدم المغربية، وبخاصة تلك التي عرتها محنة فيروس كورونا، تتمثل بالأساس في الضعف البنيوي والهيكلي للأندية، والتي ستواجه، عند رفع الحجر الصحي، مشاكل كثيرة، لعل أبرزها على الإطلاق مشكل التمويل، بحيث إن الجهات الداعمة (الجماعات الترابية وبعض المؤسسات العمومية) ستحول بوصلة أولوياتها نحو شأن آخر، بالنظر إلى الظرفية الحساسة التي يمر منها الاقتصاد الوطني، جراء توقف الإنتاجية والاستثمار العمومي والاستثمار الخارجي.
ولم يقف السيد أحمد غيبي عند ذلك الحد، بل دعا إلى ضرورة إعادة النظر في النموذج الكروي المغربي، والتفكير من الآن في نموذج تنموي للرياضة الوطنية تكون من خلاله كرة القدم هي القاطرة، مشيرا في السياق إلى أن كرة القدم المغربية وإن تسنى لها أن تحقق نتائج متميزة طيلة السنوات الماضية؛ إن على مستوى البنيات التحتية أو في حضورها القاري والجهوي والعربي، غير أنها ما زالت تعاني مشكلة الهيكلة، بحيث لا يعرف إلى الآن من يتخذ القرار، وكيف، ولماذا، وهذا حسبه، في ظل خرق متصل للقانون المنظم لعمل الجامعة والعصبة الاحترافية، في وقت يعيش الهواة وضعية أكثر صعوبة وتعقيدا.
ضيوف الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين والزملاء الصحافيون ممن تدخلوا عقب كلمة السيد أحمد غيبي، أجمعوا على أن كرة القدم المغربية حققت طفرة ملموسة، غير أن بنيانها ليس مرصوصا بما يكفي، ويمكنه، بالتالي، أن يتعرض لضربة قاصمة في أي لحظة، وهو ما تبين بالفعل مع محنة كورونا، التي سيكون لها أثرها البالغ على الأندية، وهي الأساس المشكل للعصبة الاحترافية والجامعة، وذلك عندما يرفع الحجر، ويصبح التدبير المالي غاية في الصعوبة، إن لم يكن مستحيلا بالنسبة إلى بعض الأندية، في ما يخص توفير رواتب مدربيها ولاعبيها وأطرها التقنية والطبية والإدارية، وبقية مستخدميها.
ولم يفت الحضور في النهاية، الإشارة إلى نجاح الحلقة الثانية، وتوجيه الشكر إلى الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، التي استثمرت في التقنيات الحديثة كي تواصل تنوير الرأي العام، وفتح النقاش الفاعل والمفيد، فضلا عن الإشادة بالإدارة المتميزة للزميل يوسف بصور، عضو المكتب المسير للرابطة، وهو ما أكده رئيسها عبداللطيف المتوكل، وهو يختتم اللقاء بكلمة مقتضبة، أكد من خلالها أن الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، ستبقى إن شاء الله على العهد، الذي قامت عليه منذ عشرين سنة، وستستمر في ترسيخ ثقافة الحوار والنقاش حول قضايا الرياضة الوطنية، بكل حياد وموضوعية، داعيا الجميع إلى حلقة أخرى سيعلن عنها لاحقا.