جمعية الصداقة الأندلسية المغربية(منتدى ابن رشد): حديثة المنشا ،قيمة المبدأ أفكارابن رشد تتجسد على أرض الواقع لتعزيز العلاقات الأندلسية المغربية
صوت فاس البديل
ترسيخا لقيم السلام والتسامح، ومد جسور التواصل الدائم من أجل فهم الآخر، وتفهمه ، والتحرر من الأعطاب الفكرية ، والأحكام الجاهزة, اولانطباعات الاجتماعية و الثقافية ، التي تحرمنا من الوعي بذاتنا وذوات الآخرين ، ومن أجل تقاسم التجارب، والإبداعات والخبرات مع جار الضفة الأخرى, تم مؤخرا تأسيس جمعية الصداقة الأندلسية المغربية، “منتدى ابن رشد”، وذلك بفضل عدد من الشخصيات الأكاديمية ، والثقافية المرموقة ، من اسبانيا والمغرب، ومن بينهم مفكرين، وأساتذة جامعيين باحثين ، ومبدعين في شتى المجالات؛ والذين أبوا إلا أن يجعلوا من فكر الفيلسوف الأندلسي ابن رشد ، حصنًا منيعا ضد التعصب، من خلال الجمعية التي تهدف بالأساس إلى تطوير علاقات الصداقة بين المملكتين ، استحضارا للتاريخ والثقافة المشتركة بينهما
وتأتي هذه المبادرة في إطار مواصلة العمل المثمر الذي قام به، دون كلل، الكتاب ، والصحاافيون والفنانون التشكيليون ، وصانعو الأفلام ، والموسيقيون والفوتوغرافيون ، والناشطون في مجال الثقافة والحقوق المدنية ، والتعاون لأكثر من قرن ، مدركين بذلك تمام الإدراك بأن سكان الضفتين تتشارك البحار الأسطورية أكثر من الحدود الجغرافية أو المصطنعة، وتتقاسم أيضا وإلى حد كبير، مجموعة من القيم التي تتعلق بالحرية والسلام والعدالة، آخذين بعين الاعتبار مجموعة من المكونات البالغة الأهمية ، كالبيئة ، واحترام الأقليات والدفاع عن حقوق المرأة والتعايش والتسامح وإدماج الآخر.
وأبرزت الجمعية خلال بلاغ لها، “أنها سترى النورة قريبا،بشكل رسمي ، بإشبيلية، (منطقة الاندلس )في إسبانيا، حيث سيتم تجديد وتوسيع أعضاء مكتبها للسنوات الأربع المقبلة.
هذه الجمعية (الغير حكومية وغير ربحية) تأسست بفضل فعاليات المجتمع المدني المغربي والإسباني ، لتعزيز سبل التفاهم فيما بين الشعبين بغض النظر عن الظروف السياسية والدبلوماسية أو غيرها .
وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء المكتب المسير الحالي يتكون من رئيس الجمعية ، وهو الشاعر والمترجم والصحافي والناقد الإسباني ، خوسيه ساريا، ينوب عنه أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة كمبلوتنسي بمدريد ، والأكاديمي المغربي محمد ظاهري، ونائبه الثاني ، الأكاديمي الإسباني فرانسيسكو أنطونيو غونزاليس ، اما الكاتب العام فهو الاسباني من أصل مغربي السيد فريد عثمان بن طريا راموس، مدير المؤسسة الدولية لحقوق الإنسان (الغير حكومية)، فيما التي امانة المال لللكاتب والمحامي الإسباني سيرجيو بارسي غآياردو الذي يعيش بين مدينتي العرائش بالمغرب و مالقة بإسبانيا.
أما المستشارون فهم :
حسين بوزينب وهو أول مغربي وعربي حصل على عضوية بالأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، والأستاذ الباحث المختص في الدراسات الإسبانية والبرلماني المغربي عبد العالي بروكي، والكاتب والصحافي الإسباني خوان خوصي تييث ، والسيد أندريس غيريرو إنباراتو، المحامي ،الحصل على الدكتوراة في القانون الدولي.
. يدرك أعضاء الجمعية أيما إدراك بأن للحوار، ونشر واقع الميدان، وإعطاء أهمية للغنى الثقافي والعلمي والفني والأدبي وكذلك الجمعوي دور فعال في إخماد جميع أنواع التوترات ووسيلة رادعة للرد على كل الدعايات التي من شأنها تعكير صفو العلاقات بين الضفتين. كما أنهم يدعون المجتمع المدني من كلا الجانبين إلى الإفصاح عن أفكارهم النيرة واستخدام قدراتهم الإبداعية لاقتراح بدائل للتعايش والمساهمة في الجهود المبذولة لترسيخ العلاقات الأندلسية المغربية القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين، مما سيدفع الجميع نحو مستقبل يخيم عليه السلم والتعاون..
وأكدت الجمعية في بيان لها أنها ستحافظ على موقف يقظ ،وضد أي نوع من المواقف سواء الرسمية أو غير الرسمية، التي تتخذ انطلاقا من الجهل والخوف والكراهية، والعنصرية أو التعصب أو أي نوع من أنواع التطرف سواء كان حزبيا،او دينيًا أو ثقافيًا، والتي تعزز الجهل المتبادل والخوف غير المبرر، والشعور بالاستياء والتحريض على العنف والعدوانية. كما تراهن في مواجهة ذلك ، على التعاون الصادق والمتين بين جمعيات المجتمع المدني من كلا ضفتي مضيق جبل طارق، مما سيؤتي ثماره في مجتمع مشترك، منفتح ومحترم، مدافع عن حقوق الإنسان وديمقراطي ومتفهم ومدمج لجميع الفئات.
وقد رحب مجموعة من المثقفين المغاربة بولادة هذه الجمعية، من ضمنهم الكاتب المغربي والأستاذ الجامعي المقتدر، الدكتور محمد أبريغاش الذي هو بالمناسبة رئيس الجمعية المغربية للدراسات الإيبيرية والإيبيروأمريكية ، حيث أكد على أن “إنشاء جمعية الصداقة الأندلسية المغربية هي مبادرة عظيمة وفي محلها، إذ يحتاجها جميع المثقفين والكتاب من كلا الضفتين، وخاصة من الأندلس والمغرب، لتعزيز روابطنا عبر البحر الأبيض المتوسط ، المستمدة من ذاكرتنا المشتركة “.المتجذرة والأصلية والتاريخية
.وتقترح الجمعية ثلاثة أهداف محددة: الأول هو إحداث جائزة ابن رشد التي تهدف إلى تكريم الأشخاص أو الكيانات المتميزة المساهمة في تعزيز العلاقات الأندلسية والمغربية، حيث سيتم منحها على أساس سنوي. الهدف الثاني هو إضفاء الطابع المؤسساتي على اللقاءات النصف سنوية التي ستنظم بالأندلس وبالمغرب بالتناوب وستضم مفكرين ومبدعين من كلا الضفتين لمناقشة الأفكار التي تعزز التعايش بين الشعبين. وأخيرًا، تعتزم المجموعة تأسيس مرصد ابن رشد، المكون من شخصيات مرموقة، من أجل إصدار تقارير وتحليلات تستهدف الحكومات والمجتمع بشكل عام، وأخيرا وليس اخرا وجب التطرق إلى أن المرصد أو المنتدى الخاص بالجمعية يحمل اسم الفيلسوف الأندلسي ابن رشد تفنيذا لإحدى عباراته الأكثر شهرة باعتبارها الواجهة الأولى لموقعها على الإنترنت: “الجهل يؤدي إلى الخوف، الخوف يؤدي الى الكراهية، الكراهية تقود إلى العنف. هذه هي المعادلة”.
سلمى متوكل
(أستاذة باحثة، مهتمة بالشأن الثقافي المغربي واإلسباني)