على هامش المؤتمر التأسيسي للمنظمة العربية للإعلام والثقافة وحقوق الإنسان المنعقد بقصر المؤتمرات بفاس
قاس – صوت فاس البديل
ابو وليد البوعناني
على هامش المؤتمر التأسيسي للمنظمة العربية للإعلام والثقافة
وحقوق الإنسان المنعقد بقصر المؤتمرات بفاس
انتخاب الزميل محمد بلغريب رئيسا بالإجماع
انتخب الزميل محمد بلغريب بالإجماع رئيسا للمنظمة العربية للإعلام والثقافة وحقوق الإنسان، خلال المؤتمر التأسيسي المنعقد يوم السبت الأخير (30 يناير 2016) بقصر المؤتمرات بفاس بحضور إعلاميين ومثقفين وحقوقيين يمثلون عددا من الدول العربية (اليمن – فلسطين – الأردن -مصر- سوريا – السودان – تونس – موريتانيا والمغرب).
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية، بكلمات عدد من الهيآت الصحافية والحقوقية والثقافية بعد أن تحدث الزميل محمد بلغريب باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عن أهم المحطات التي قطعتها اللجنة للوصول إلى الجمع العام التأسيسي، حيث ساهمت في إنجاحه عدة جهات: ولاية جهة فاس مشكورة، والمجلس الجماعي للمدينة، وكلية الحقوق وعدد من الشركاء والفاعلين في القطاع السياحي والاقتصادي.
وتطرق الزميل بلغريب إلى دواعي وأسباب التأسيس، ذلك أنه ومن خلال الواقع الذي تعيشه المجتمعات العربية، وفي ظل ازدياد تطرف الفكر والإرهاب وتأثيره على العيش المشترك وتراجع الوعي، والفهم، على حساب مفاهيم المواطنة والحريات، وثقافة حقوق الإنسان في عدد كبير من البلدان العربية نتيجة انعكاسات التقييد وعدم احترام حرية التعبير.
وانطلاقا من نشر مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسانية، وارتباطها الوثيق بالإعلام والثقافة، ولإيمانهم بهذه المبادئ وتعزيز العمل العربي المشترك كمجتمع مدني، جاءت فكرة تأسيس هذه المنظمة على الأراضي المغربية يتجه للتطور الكبير في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني والديمقراطية والذي شهد إنجازات كبيرة ومهمة تجعل من المغرب المكان المناسب لانطلاق أعمالنا وأهدافنا على الصعيد العربي، والانفتاح الدولي بالشراكات لتعزيز وتطبيق الديمقراطية، والالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان ومواثيقها، ونبذ التطرف والإرهاب. ولتطوير المجتمعات العربية من خلال الوعي والثقافة والعيش المشترك والتسامح بدلا من ثقافة العنف والتطرف والإرهاب من أجل خلق جيل واع حداثي متقدم ومتعلم مثقف بكافة الاختصاصات لكي يمثل نموذجا عربيا لشباب المستقبل أمام المجتمع المدني.
وأضاف بأن المؤسسين يؤكدون على المهنية في المجال الإعلامي، والدور الثقافي في بناء المجتمع العربي والدولي ويشيدون بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الإنسانية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتعبير الحر والفنون الأدبية.
من جهته، أكد محمد بوهلال، الكاتب العام للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بجهة فاس، على أهمية هذا الميلاد الذي يفتح آفاق واعدة أمام الإعلاميين والثقافيين والحقوقيين على المستوى العربي، خصوصا وأن المملكة المغربية عرفت تطورات كبيرة وإيجابية في هذه المجالات جميعها، حيث عرف قانون الصحافة والنشر تعديلات هامة، وتم إحداث المجلس الوطني للصحافة، وإعادة النظر في قانون الصحافيين المهنيين، وعلى مستوى حقوق الإنسان، كانت تجربة الإنصاف والمصالحة لتطوي مرحلة سابقة في مجال حقوق الإنسان، وإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان بكل هياكله المركزية والجهوية، وغيرها من التطورات التي عرفتها المملكة في هذا الباب.
وعبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي هو مناسبة ليلتقي فيها الزملاء والمثقفون والحقوقيون العرب والمغاربة، لتدارس هذه القضايا بعين ثاقبة وتفكير عميق بهدف تطويرها، وميلاد المنظمة بفاس له دلالاته الكبيرة؛ وتمنى في الأخير النجاح لهذا المؤتمر المتميز.
أما رئيس هيأة حقوق الإنسان بسوريا، السيد قتيبة قاسم العرب، فنوه بجهود المملكة المغربية في محاربة الإرهاب والتطرف، من خلال تفكيكها للخلايا والشبكات الإرهابية التي تذهب للقتال مع داعش في سوريا، متمنيا أن لو دول الجوار تحذو حذو المملكة في هذا الإطار. ونوه بالتطور الكبير في مجال حقوق الإنسان من خلال مسيرة طويلة وإرادة حقيقية لإرساء دولة الحق والقانون من قبل جلالة الملك حفظه الله، وتجلى ذلك من خلال دستور 2011 الذي يؤكد على دعائم حقوق الإنسان، وسمو المعاهدات الدولية على القوانين الوطنية، ووجود مؤسسات متقدمة بهذا المجال وكمثال المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي ساهم بشكل كبير على التوقيع على معاهدات مهمة في هذا الباب واستضافة وتنظيم المؤتمرات والندوات الدولية آخرها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان.
وتحدث رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بسورية عن العلاقة بين الإعلام وحقوق الإنسان، ودور الصحفيين الأخلاقي، لتعزيز حقوق الإنسان وممارسة الرقابة، للتنبيه وتوعية المجتمع بحرياتهم وأمنهم وسبل عيشهم وثقافتهم، ونبه وسائل الإعلام من انتهاك حقوق الإنسان في الممارسة الإعلامية وتحدث عن التنوع الثقافي وال
شرعية الدولية والتنوع الثقافي والاختلاف.
بعد ذلك، ناقش المؤتمرون والمشاركون، مشروع القانون الأساسي للمنظمة، حيث عرفت المناقشات حدة وجدالا واسعا وهي مسألة طبيعية ليكون القانون الأساسي في مستوى تطلعات كل الفاعلين من أجل غد أفضل لكل الشعوب العربية.
وجاءت المصادقة على المشروع بعد إدخال عدد من التعديلات الهامة عليه، بعدها تم انتخاب الزميل محمد بلغريب رئيسا للمنظمة مع تخويله تشكيل مكتبه في أقل من أسبوعين، وفي الأخير رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.