في حوار مع الإطـار الوطني في لعبة التنس هشـام التازي
فاس / صوت فاس البديل
“صوت فاس البديل“ في حوار مع الإطـار الوطني في لعبة التنس
“هشـام التازي“
على هامش الدوري الوطني الذي نظمه النادي الرياضي الفاسي
هشام التازي من مواليد مدينة فاس سنة 1985، مارس لعبة التنس مند نعومة أظفاره وبعد حصوله على شهـادة الباكالوريا التحق بالديار الفرنسية وبالضبط العاصمة باريس لاتمام دراسته بمعهد تكوين المدربين لمدة سنتين حصـل بعدها على دبلوم الدولة الفرنسية من الدرجة الأولى في مجال التدريب وبعدها مباشرة اشتغل كمدرب النادي الباريسي: International Tennis Club
كمدير تقني لمدة سنتين ونصف مما أعطاه تجربة إضافية في مجال التدريب ومشاركته في مجموعة من الدوريات الفرنسية والأوروبية. لكنه قرر الرجوع لمسقط رأسه مدينة فاس، اشتغل كمدرب تقني بالنادي الملكي للتنس لمدة 4 سنوات وهو الآن المدير التقني للنادي الرياضي الفاسي مند سنة 2013 متزوج وأب لطفل.
“صوت فاس البديل” التقته وأجرت معه الحوار التالي:
س: مستوى التكوين والتدريب بفرنسا متطور ومنظم بشكل كبير،
فهل من الممكن أن تعطينا مقارنة بين التدريب هنا وهناك
ج: التكوين بفرنسا يخضع لقوانين صارمة، فلا يمكن لأي كان أن يزاول مهنة التدريب، فيجب أولا أن يحصل على دبلوم الدولة الفرنسية او الخضوع إلى تكوين واختبارات مدتها مابين 10 إلى 21 يوما بشكل مستمر بخلاف ما هو معمول به هنا بالمغرب، فمدة التكوين لا تتجاوز 3 أيام ، لكن ومند 2011 شرعت الجامعة الملكية لكرة المضرب بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة على وضع برنامج تكويني بشكل مستمر للمدربين المغاربة كما هو معمول به في فرنسا، والذي يخول للمتدربين الحصول على دبلوم يخضع لنظام الدرجات وهذا سوف يمكننا من تطوير مستوى المدرب الوطني بشكل عام.
س: كيف تنظر لمستقبل التنس بالمغرب خاصة في ظل تزايد الاهتمام
بهاته اللعبة من طرف الجامعة التي وضعت عدة برامج وخطط للنهوض باللعبة ؟
ج: مستقبل اللعبة ببلادنا يبشر بالخير، فعلى مستوى الجهة تم العمل بما يسمى المركز الفدرالي الذي تحملت فيه مسؤولية التأطير، والذي يوفر دعما ماديا لتغطية مصاريف بعض الحصص التدريبية مرتين في الأسبوع لفائدة مجموعة من اللاعبين الموهوبين ، وهذا البرنامج كان موجودا بجميع جهات المملكة ، لكن بداية هذا الموسم تم تغيير هذا البرنامج بآخر يدعم فيه اللاعبات واللاعبين بشكل مباشر بمجموعة من الحصص التدريبية بشكل فردي. أما في المقابل فالجامعة الفرنسية للتنس مثلا لها مجموعة من العقود مع مدارس فرنسية لدعم عدد مهم من اللاعبين واستفادتهم من تكوين خاص، فاللاعب يدرس صباحا وبعد الزوال يقوم بتدريباته اليومية. وفي هذا الاطار تم احداث المركز الدولي للعبة من طرف الجامعة الدولية للتنس بمدينة الدار البيضاء الذي سوف يعطي للاعبين المتألقين وطنيا وإفريقيا الاستفادة من برنامج هذا المركز ألا وهو دراسة وتكوين، مما يساهم بشكل مباشر في تكوين لاعبين مغاربة على مستوى عال من التنافسية.
س: من المعروف أن هاته اللعبة هي لعبة النخب فكيف يمكننا أن نطور
اللعبة وجعلها في متناول فئة عريضة من الشباب المغربي ؟
ج: أولا يجب الاتجاه بشكل دوري نحو المناطق الشعبية للتنقيب عن مواهب ليست في استطاعتها ولوج عالم الكرة الصفراء ودعمهم بشكل ممنهج ، كما أن الجامعة تعمل على تنشيط مجموعة من الأيام المفتوحة للتعريف باللعبة لدى شريحة واسعة من المجتمع حتى يعطا الاهتمام باللعبة محليا ووطنيا. وحتى نتمكن من إعطاء ديناميكية أكثر يجب على وزارة التربية الوطنية إدماج لعبة التنس كرياضة أساسية داخل مدارسنا ، ففرنسا أزيد من 12 بطلا اكتشفتهم جامعة التنس من داخل مؤسسات تعليمية وليس من النوادي المحلية.
س: صناعة بطل ليست بالمسألة المستحيلة ،
ففي نظركم ، كيف يمكننا أن نكون بطلا على المستوى الدولي ؟
ج: أولا تكوين بطل على المستوى الدولي يجب أن ينطلق مند سن السابعة مع توفير مجموعة من الظروف التقنية ،المادية والمعنوية. فلنبدأ بالمسألة التقنية : فالطفل الذي يدرس من 8 إلى 12 زوالا ومن 2 إلى 6 مساءا أؤكد لك أنه لا يمكننا أن نصنع منه بطلا دوليا فليس هناك أي دولة تعتمد على هذا النمط من التكوين ، فل نقارن أنفسنا فقط مع دول مجاورة كتونس ومصر ، نجد هاته الدول تعتمد على برنامج دراسة وتكوين. أما فيما يتعلق بالجانب المادي ، فاللاعب مند سن 10 إلى 18 سنة ، يقوم بالتنقل للمشاركة في مجموعة من الدوريات الوطنية والدولية على نفقته مما يكلف عائلته مصاريف باهظة. فاحتضان اللاعبين الموهوبين أمر مهم لدعم اللاعب المغربي.
س: لماذا يتوفر المغرب على لاعبين جيدين على المستوى الدولي
من فئة 7 إلى 12 سنة لكن بعد هذا السن نلاحظ تراجع مستوى اللاعب المغربي ؟
بالنسبة للفئة الأولى يكون التكوين جيدا لأننا نتوفر على أطر كفئة لهاته الفئة وعلى مستوى التمدرس يكون هناك متسع أكبر لممارسة اللعبة. لكن بعد سن 12 لا يستطيع اللاعب التوفيق بين اللعبة والتمدرس لعدم وجود الوقت الكافي لذلك ، فيكون مضطرا للاستمرار في لعبة التنس والتخلي عن الدراسة أو العكس صحيح. وبهاته المناسبة أتمنى لبطلة المغرب ووصيفة العرب ياسمين القباج من النادي الرياضي كل التوفيق في مسارها الرياضي ، كما أتمنى كل التوفيق أيضا لجميع لاعبي النادي ذكورا وإناثا، ومن هذا المنبر الاعلامي الحر أتقدم بالشكر لكل الأطر العاملة بالنادي والمكتب المسير الذي سطر مجموعة من البرامج من أجل النهوض باللعبة على المستوى المحلي والوطني.
كلمة أخيرة:
أتمنى من النوادي المغربية الانخراط وبشكل جدي في برنامج الجامعة الملكية لكرة المضرب وتوفير المناخ الملائم لمدربيهم ولاعبيهم من أجل النهوض بهاته اللعبة وتكوين أبطال من طينة يونس العيناوي، هشام أرازي وكريم العلمي. وأشكر صوت فاس على اهتمامها بالرياضة والرياضيين.
حاوره: خالد فونونو