في ظل الإرهاب الدولي السياحة الفاسية بين المد والجزر

فاس / صوت فاس البديل

تصوير // محمد عادل البوعناني

في ظل الإرهاب الدولي

السياحة الفاسية بين المد والجزر

راهن المغرب ولازال على القطاع السياحي باعتباره وسيلة لجلب السياح الأجانب من مختلف بقاع العالم لتحريك العجلة الاقتصادية وجلب العملة الصعبة ،ولعب القطاع الخاص أدورا هامة لوضع بنية لهذا المجال حيث تم بناء فنادق مصنفة في مختلف المدن المغربية الزاخرة بالمعالم السياحية أو الشواطئ البحرية على امتداد البحر المتوسط والمحيط الأطلسي ،كما ظهرت في السنوات الأخيرة صناعة سياحية أخري خاصة في المدن العتيقة كمراكش وفأس حيث ساهم المنعشون السياحيان في إعادة الحياة إلى عدد من الدور والقصور العتيقة وحولوها إلى رياضات فيحاء مضمخة بعبق التاريخ ، وتمكنت هذه الصناعة السياحية الجديدة من استقطاب نخبة من السياح تعشق الحياة المغربية وطقوسها في غرفها المخملية وحدائقها الغناء .

غير أن هذا القطاع الحيوي عرف بدوره ركودا اقتصاديا في ظل المتغيرات والإرهاب الذي بات يهدد مناطق العالم رغم أن بلدنا يعد في طليعة دول العالم الأكثر أمنا وحرية ،وهكذا أصبحت الفنادق ودور الضيافة شبه فارغة خلال السنة الماضية .

 عن الوضعية السياحية بفاس وحديدها وآفاقها خاصة بعد اندماج فاس ومكناس في جهة واحدة تبعا للتقسيم الإداري  وغير ذلك من المشاكل والمقترحات لم يتردد السيد ادريس فصيح رئيس المجلس الجهوي للسياحة في الرد عن أسئلتنا .

 فأكد عند لقائنا به انه لايوجد أي شيء جديد بالنسبة لقطاع السياحة بفاس علما أن مشروع الجهوية الموسعة أصبح واقعا ملموسا يتوفر على 12 جهة وبذلك اصبحت  مدينة فاس ومكناس يطلق عليهما جهة فاس مكناس لأنهما تتوفران على موروث ثقافي سياحي هام وهما معا تدخلان ضمن المدن التراثية المصنفة عالميا كما أنهما تتوفران على طبيعة خلابة وموارد فلاحيه ممتازة ومآثر تعكس الحضارة المغربية الأصيلة بالإضافة إلى مطار فاس سايس القريب من المدينتين مما يجعلهما منطقة جدب سياحية خاصة أن المطار المحدث يعد من اكبر المطارات المغربية زيادة على إقبال شركات الطيران الدولية لفتح خطوطجديدة  انطلاقا منه نحو أوروبا حيث تم مؤخرا تدشين الخط الرابط بين فاس وتولوز .

وكما أسلفت سابقا فانه لحد ألان لاجديد يتعلق بإدماج فاس ومكناس سياحيا في إطار مجلس سياجي موحد ،علما أننا عقدنا جلسات عمل  مع السيد وزير السياحة وناقشنا معه هذا الموضوع وأكدنا له تشبثنا بالعمل الموحد للنهوض بالسياحة في جهتنا الغنية بمؤهلاتها الطبيعية والتاريخية والصناعة التقليدية وان منطقتنا يمكنها أن تلعب دورا هاما في جدب السواح والتنمية الاقتصادية مع العلم أن مكناس لا تتوفر على مجلس جهوي للسياحة .

 وفي هذا المضمار يقول السيد فصيح فان المجلس توصل بمجموعة من القوانين من طرف وزارة السياحة وعقدنا اجتماعات مطولة  لدراستها وسنوافي الوزارة بملاحظاتنا واقتراحاتنا حتى يكون للمدينتين مجلس موحد يضم مهنيين من فاس ومكناس وباقي أقاليم الجهة وستجرى انتخابات عامة سينبثق عنها انتخاب رئيس للمجلس وممثلين للجهة .

وأضاف السيد فصيح قائلا لقد أصبح العالم العربي مهددا من طرف الإرهابيين وان السواح الأجانب يخشون التوجه إلى أي بلد عربي بمافي ذلك  المغرب رغم الاستقرار الذي ننعم به وحكمة جلالة الملك محمد السادس لذا لم يعد السائح الأوروبي متحمسا لقضاء عطلته بامغرب رغم الدعاية والإشهار الذي يقوم به المكتب الوطني للساحة في أوروبا عبر وسائل الإعلام والملصقات وغيرها لذا فا الميزانية المخصصة للمجال الإعلامي من طرف المكتب الوطني للسياجة لن تكون مجدية في الظروف الحالية ،ومع ذلك يرى السيد فصيح ان السياحة بفاس عرفت انتعاشا ملمسا في الشهور الأخيرة من سنة 2015 بنسبة 25 في المائة غير أن الشهور الأولى من سنة 2016 عرفت السياحة الفاسية ركودا بنسبة 15 في المائة .

و إذا كان  إقبال شركات الطيران على وجهة فاس للانطلاق نحو العواصم الأوروبية فان الواجب يقضي بفتح خط بين فاس ودكار تشجيعا للسياحة الدينية وخاصة الحجاج التيجانيون  لان السوق السياحي الافريقي يشتمل على 300 مليون سائح فإذا زار فاس ولو 1 في المئة من هؤلاء السياح فسيبلغ عدد السياح التيجانيين الذين يمكن أن يزوروا فاس 3 مليون سائح تيجاني  مشيرا إلى قيمة العرض السياحي الذي سبق للمجلس الجهوي للسياحة أن قدمه سابقا في رزمة مالية لاتتجاوز 5000دتضم الإقامة والنقل وهو ماسيتيح رواجا اقتصاديا في مختلف المجالات وفي طليعتها ترويج منتوج الصناعة التقليدية ومع الأسف يقول السيد فصيح فان عدد زوار فاس لايتعدى 800000 سائح سنويا .

 أما بالنسبة للمهرجانات الدولية التي تقام بفاس فقد نوه بالدورة الأولى للطبخ الدبلوماسيمن اجل السلام  التي انعقدت مؤخرا بفاس بين 14 الى 17 ابريل الماضي والذي ساهمت فيه جماعة فاس والسيد غبد الهادي المرنيسي   نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة  بفاس والتي أبدعها و أطرها د فوزي الصقلي  حيث   استمتع السياح بتذوق اطباق شهية من  الطبخ المغربي والتركي والايطالي واليهودي المغربي والاسباني الاندلسي والتي   لقيت استحسانا من طرف زوار المهرجان الذي عرف  نجاحا ملموسا ، واعتبر السيد فصيح ان هذا المهرجان سيساهم في الترويج للسياحة الفاسية لينضاف إلى عقد المهرجانات الناجحة التي تقام  بفاس .

 وخلص السيد فصيح في حواره مشيرا ان المجلس الجهوي للسياحة بفاس وضع برنامجا شاملا للنهوض بالسياحة الفاسية يمتد من 2011 الى 2020ويتضمن مجموعة من البرامج الهامة في طليعتها تنشيط المجال الرياضي لملء أوقات الفراغ بالنسبة للسياح والاهتمام بالسياحة القروية وتطويرهاو كذا تطوير السكن السياحي وخاصة دور الضيافة وتشجيع سياحة الاقامات وكذا تنشيط المدارات السياحية بالمدينة العتيقة وتنشيط الساحات وخاصة ساحة بوجلود الرحبة والاعتناء بالتراث المعماري الإنساني والاهتمام بالسياحة الطبية بالمحطات المعدنية مولاي يعقوب وسيدي احرازم وعين الله ومغارا ت فريواطو بتازة .

كما أكد السيد فصيح على أن المجلس الجهوي للسياحة سيقوم بطبع مطويات ومنشورات ودلائل سياحية كما سيقوم بدعوة الصحافيين المختصين  في المجال السياحي بأوروبا للتعريف بالمنتوج السياحي الفاسي بالإضافة إلى إنتاج أفلام تعرف بمعالمنا التاريخية والطبيعية وعاداتنا الاجتماعية وكذا الفنادق والمآثر التي تم ترميمها مؤخرا كبرج سيدي بونافع ودار النفار والمدرسة البوعنانية وفندق القطانين والسبيطريين ودار الدبغ شوارة التي تمت اعادة هيكلتها .