نادي المغرب الرياضي الفاسي يستعد ل” موسم العودة ” ضمن فرق النخبة

صوت فاس البديل

بعد أن فوت خلال الموسم الماضي فرصة استعادة مكانته ضمن فرق الصفوة في البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، يسعى فريق المغرب الرياضي الفاسي ( الماص ) عبر استثمار كل الفرص والإمكانيات المتاحة إلى أن يعيد أمجاده الكروية ويعمل على استدراك ما فاته وبالتالي العودة خلال الموسم الرياضي الحالي إلى فرق النخبة .

ويبدو أن كل العوامل أو أغلبها قد أضحت متوفرة أمام هذا الفريق العريق الذي راكم عبر مسيرته الكروية الطويلة العديد من الألقاب والأمجاد الرياضية من أجل خوض غمار المنافسات خلال الموسم الرياضي الحالي في فضاء موسوم بالثقة في النفس والاستقرار الذي كان الفريق قد افتقده خلال الفترة الماضية والذي أثر بشكل سلبي على نفسية اللاعبين والمسيرين .

ومن أجل تحقيق هذه الغاية اعتمد مسيرو فريق ( الماص ) مقاربة ترتكز على الإعداد الجيد للفريق لخوض غمار المنافسات ونهج سياسة مدروسة لاستقطاب بعض اللاعبين وجلبهم لتعزيز صفوف النادي بالإضافة إلى ضمان الاستمرارية للطاقم التقني الذي يشرف على التداريب مع الشروع في تسوية بعض المشاكل العالقة خاصة المالية منها .وقد برزت الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية التي يعول عليها المكتب المسير للنادي من أجل إعادة أمجاد الفريق واستعادة مكانته ضمن فرق الصفوة خلال الجمع العام العادي الأخير من خلال تأكيد رئيس النادي، أحمد المرنيسي، عزمه والتزامه بطي صفحة الخلافات التي كانت قد برزت بين مكونات الفريق والتي أثرت بشكل سلبي على مسيرة الفريق وأفقدته موقعه ضمن البطولة الاحترافية لكرة القدم .

وتجسدت مكونات هذه الاستراتيجية التي اعتمدها المكتب المسير للنادي من أجل إنقاذ فريق ( الماص) واستعادة أمجاده الكروية باعتباره كان ولا يزال أحد الفرق الكبرى في البطولة الاحترافية التي ساهمت من خلال العديد من الألقاب والإنجازات في تطوير المشهد الرياضي الوطني، في مجموعة من القرارات التي تم اتخاذها، ومنها على الخصوص تجديد الثقة في المدرب الشاب وابن النادي، طارق السكيتيوي، وبالتالي القطع مع الإشاعات التي تم تداولها مؤخرا حول مغادرته للفريق وفسخ العقد الذي يربطه بالنادي

ويسعى المكتب المسير للنادي من خلال هذا القرار إلى كسب رهان استمرارية العمل الذي تم إنجازه من طرف الطاقم التقني تحت إشراف المدرب طارق السكيتيوي، الذي مكن الفريق من انتزاع كأس العرش لموسم 2015 / 2016 .

وقال الناطق الرسمي باسم نادي المغرب الرياضي الفاسي ورئيسه السابق، خالد بنوحود

، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المكتب المسير للفريق لديه كامل الثقة في عمل طارق السكيتيوي والمجهود الذي يبذله من أجل الارتقاء بمستوى لعب الفريق .

وعلى الرغم من الوضعية المالية غير المريحة التي يعاني منها النادي فإن مكتبه المسير قاوم مجموعة من الإغراءات والمحاولات التي قامت بها بعض الأندية الكبرى في البطولة الوطنية الاحترافية من أجل استقطاب بعض اللاعبين الذين يمارسون ضمن صفوف فريق ( الماص ) وذلك من أجل الحفاظ على النواة الصلبة للفريق .

وإلى جانب كل هذا، قام المكتب المسير بالاستثمار بشكل جلي في سوق الانتقالات، حيث استقطب خدمات خمسة لاعبين. ويتعلق الأمر بالمهاجم بلال أصوفي الذي سبق أن لعب ضمن صفوف فريق الوداد الرياضي البيضاوي، والنادي القنيطري وشباب الريف الحسيمي .

وسيدافع هذا اللاعب الذي له مهارات متعددة على قميص نادي المغرب الرياضي الفاسي خلال الموسمين القادمين كما هو الشأن بالنسبة للاعب الوسط الشاب محمد الجعواني القادم من فريق الجيش الملكي .

كما لجأ فريق ( الماص ) الذي خاض تدريبا إعداديا للموسم الرياضي المقبل لفترة استمرت 15 يوما بمدينة إفران، إلى خدمات المدافع رضوان الضرضوري لموسم واحد، بعد انتهاء مدة تعاقده مع فريق مولودية وجدة، إلى جانب تعزيز صفوفه بلاعبين آخرين، هما المدافع عبد الرحيم خدو، القادم من فريق حسنية أكادير، ولاعب الوسط الشاب مجيد سميح، الذي لعب ضمن فريق ديجون بفرنسا .

وحسب الناطق الرسمي باسم نادي المغرب الرياضي الفاسي، فقد استجاب مسيرو النادي لأغلب طلبات مدرب الفريق، طارق السكيتيوي، في ما يخص تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد يتوفرون على إمكانيات ومؤهلات مهمة، مشيرا إلى أن التشكيلة النهائية للفريق قد شارفت على الاكتمال ولم يتبق سوى بعض اللمسات هنا وهناك .

ورغم هذه الاستقطابات والصفقات التي أبرمها النادي من أجل جلب مجموعة من اللاعبين لتدعيم صفوفه، لم يتم الكشف لحد الساعة عن أية معلومات أو أرقام من طرف مسيري النادي حول المبالغ التي تم صرفها لتغطية هذه الانتقالات. وعزت بعض الجمعيات المساندة للفريق سبب ذلك إلى أن “النادي يعاني من أزمة مالية خانقة” .

ومع ذلك، يبدو خالد بن أوحود متفائلا ، خاصة حين يؤكد في هذا الشأن أن أعضاء المكتب “يبذلون كل الجهود من أجل الوفاء بكافة الالتزامات المالية للفريق”، مشيرا إلى أنه ” إضافة إلى الدعم المالي الأساسي لرئيس النادي، المرنيسي، تلقى المكتب المسير وعودا من قبل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة من أجل مساندة الفريق ماليا وتمكينه بالتالي من العودة إلى القسم الأول ضمن البطولة الوطنية الاحترافية ” .

ويبدو أن مشاكل المغرب الرياضي الفاسي لا تنحصر فقط في الأزمة المالية، ذلك أن المكتب المسير الحالي للنادي برئاسة أحمد المرنيسي، الذي خلف في يناير 2016 الرئيس المستقيل رشيد والي العلمي، يواجه تذمرا تقوده بعض الأسماء ضمن أعضاء المكتب المسير الذين هددوا مؤخرا، في بيان لهم، باللجوء إلى القضاء من أجل ” إعادة نادي المغرب الرياضي الفاسي إلى سكة الحكامة الجيدة ” .

ويؤكد الناطق الرسمي باسم النادي أن هذه ” الضوضاء ” لن تنال قط من “عزم المكتب المسير على مواصلة جهوده من أجل التقويم “، مبرزا أن “الجميع لديه الحق في اللجوء إلى القضاء، إلا أنه في الوقت الذي توجد الشرعية في صفوفنا، سنعكف على تحقيق هدفنا الأول المتمثل في العودة إلى البطولة الوطنية الاحترافية انطلاقا من الموسم الرياضي الحالي” .

ودعا بن أوحود كافة مكونات نادي المغرب الرياضي الفاسي إلى الاتحاد لما فيه خير النادي الذي يظل ماضيه حافلا بالإنجازات، على الرغم من الفترات العجاف التي مر بها .

يشار إلى أن سجل نادي المغرب الرياضي الفاسي لكرة القدم حافل بالإنجازات حيث فاز ببطولة المغرب أربع مرات (1965، 1979، 1983 و1985)، كما فاز بالثلاثية التاريخية ( كأس العرش وكأس الاتحاد الافريقي والكأس الممتازة ) إلى جانب فوزه بكأس العرش في سنوات 1980، و1988، و2011 و2016 .

و.م.ع