يوم دراسي حول دور الإعلام في خدمة التنمية السياحية.
افران // صوت فاس البديل / ادريس العادل / محمد عادل البوعناني.
قال رئيس المرصد الإقليمي للصحافة والإعلام بإفران، بأن تبديد مخاوف المهنيين،والفاعلين في المجال السياحي المحلي ،والمتمثلة أساسا في اعتبار الإعلام والصحافة ،والبحث عن نقائص وسلبيات القطاع السياحي بالإقليم ، و التقليل من أهمية الخدمات المقدمة من قبل المهنيين، والمنتسبين للقطاع ،كلها من بين الأهداف الأساسية لليوم الدراسي الذي تنظمه اليوم بمدينة افران.
وأضاف، في افتتاح اليوم الدراسي، حول موضوع “الإعلام في خدمة التنمية السياحية”،المنظم اخيرا، بقاعة المناظرات بإفران ، بشراكة مع عمالة إقليم إفران، والمجلس الإقليمي، ومندوبية السياحة، والجماعة الترابية للإقليم ، بحضور أزيد عن 20 منبرا إعلاميا محليا ووطنيا، وعدد من أرباب الفنادق والمآوي السياحية، ومهنيون، وممثلون للإرشاد الخدماتي والسياحي بالإقليم”.
هذا اللقاء، الدراسي حول دور الصحافة المحلية، يستشرف أدوارا طلائعية للصحافة والإعلام ،كعامل مساعد ،في تطوير السياحة عموما والجبلية على وجه الخصوص بالإقليم ، وذلك من خلال التداول في الموضوع ،وطرح الإشكاليات، وتقديم الاقتراحات والخلاصات والتوصيات ،قصد الارتقاء بالقطاع السياحي .
كما أبرز الدور الريادي الهام الذي من المفروض أن تلعبه الصحافة المحلية والجهوية في الترويج للمنتوج السياحي بالمنطقة، واشاد بدور الصحافة المتخصصة في مجال تعزيز الإمكانات الطبيعية، والموروث الثقافي المحلي لإفران ، وجلب اهتمام الزوار المغاربة والأجانب لاكتشاف مؤهلات الإقليم الأطلسي ، وما يزخر به من كنوز طبيعية غنية.
وأوضح بأن الرسالة الاعلامية، قوية وواضحة ، أهمها العمل بشكل تشاركي،: الإعلام بكل مكوناته ، والمجتمع المدني ،والسلطات، والمنتخبون للنهوض والارتقاء بالقطاع السياحي .
واقترح رئيس المرصد، تكوين جهاز إقليمي تفاعلي، لتجميع المعطيات المرتبطة بالسياحة للتعاون، والمساهمة في التنشيط ، وترويج المنتوج السياحي، والتعريف بالمؤهلات الطبيعية ،والسياحية بالمنطقة . واعتبرالتوصيات والاقتراحات، التي سيسفر عنها اليوم التواصلي، خارطة طريق، لدعم السياحة عموما، والجبلية على وجه الخصوص .
ودعا المهنيين ,وأرباب الفنادق والمآوي السياحية، إلى تجويد نوعية الخدمات المقدمة لزبنائهم، والارتقاء بها ، كما لفت انتباه الوزارة الوصية على القطاع، إلى فتح ورش التشوير السياحي، الذي يعتبر أساسيا لإبراز المؤهلات السياحية التي يزخر بها الإقليم.
وفي هذا السياق ،ولتعزيز مناخ الاستقرار الاجتماعي لليد العاملة ، نبه رئيس المرصد، إلى ضرورة إعطاء أولوية التشغيل لأبناء المنطقة ، لضمان استقرارهم ، مضيفا أن بطالة أبناء المنطقة تدفعهم إلى امتهان حرف تشوه القطاع ،وتجلب المزيد من التردي للوضعية السياحية بالمنطقة. ،
المتدخلون ، في هذا اليوم الدراسي،كل من جانب،اشاروا الى ضعف المنتوج السياحي ، ونبهوا إلى الدور الإيجابي للإعلام المحلي والجهوي، سيما خلال الأوقات الصعبة ،في أفق إنعاش الحركة الاقتصادية حتى لا يكون الاقليم مجرد محطة عبور .
ولم يكتف المتدخلون بالعروض النظرية ، بل توقفوا عند مكامن الخلل ، وقدموا ملاحظاتهم واقتراحاتهم وأكدوا على أهمية مواكبة المؤهلات السياحية بالتتبع والصيانة، وحذروا من أن منهجية الارتقاء بالقطاع السياحي بالإقليم ، لا يجب أن تظل حبيسة الأكل والمبيت كخدمات ، بل يجب البحث عن استراتيجية ناجعة ،لتطوير الخدمات المقدمة، وتنويع العرض السياحي ودمجه ثقافيا فنيا ورياضيا .مع تنويع الفرجة الهادفة .
و تضمن برنامج اليوم الدراسي عرض فيلم وثائقي، يبرز المؤهلات السياحية التي يزخر بها الإقليم. كما تميز بعدد من العروض الهامة، كان أولها عرض مندوبية السياحة، في موضوع “الحقائق السياحية وبرامج العمل”. حيث ذكرت المسؤولة عن القطاع بالاقليم، باستراتيجيات الوزارة في هذا الصدد وقدمت أرقاما ومعطيات بخصوص الطاقة الإيوائية للبنيات التحتية للسياحة البيئية بالإقليم من (الفنادق ، وبيوت الشباب والمواقع المصنفة). وأشارت المحاضرة إلى أن العديد من المؤسسات لا تقوم بالإبلاغ عن الأرقام الفعلية لزبنائها. كما ذكرت بحجم الاستثمارات ،وأسماء العديد من المشاريع السياحية الجاري أنشاؤها في إفران وكامل تراب المنطقة ، وأضافت أن هناك مشروعات أخرى قيد الدراسة، وقالت أن الرؤية المستقبلية لعام 2020 تتوقع مشروعات سياحية تبلغ قيمتها نحو 831 مليون درهم. وفي النهاية ، قدمت سلسلة من المقترحات الملموسة ، بما في ذلك إنشاء بنك مشروع لتنمية قطاع السياحة في المقاطعة ذات إمكانات طبيعية وتاريخية وبشرية وثقافية هائلة. من جهته قدم مدير احد الفنادق بافران، عرضا بعنوان “السياحة و الرياضة ، أكد من خلاله خصائص مدينة افران كمدينة جبلية وذات مناخ ملائم لإجراء التمارين والتدريبات الرياضية الفائقة المستوى، وهي مكان مناسب، ومميز لتطوير السياحة الرياضية. كما استعرض صورا لنجوم عالميين في الرياضة، معتبرا الرياضة أسمى العملات للاستثمار في القطاع وجلب الزوار من دول العالم .
تلاه عرض تفاعلي لمدير المنتزه الوطني بإقليم إفران ، حيث قدم فكرة عامة، عن التنوع البيولوجي للمنتزه ، الذي تم إنشاؤه عام 2004 على مساحة 51800 هكتار في الجزء الغربي من أطلس المتوسط . كما قام المدير بعرض الآفاق المستقبلية لتعزيز هذه الثروة الطبيعية ، مع التركيز على أهداف محددة مثل إدارة المناطق الطبيعية ، وتطوير السياحة الطموحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لصالح السكان المحليين. ولم يفوت الفرصة للتذكير بخطورة عملية تهريب القرد ، الذي باتت بعض أنواعه مهددة بالانقراض . كما نبه إلى ضرورة إشراك وتدريب المرشدين المتخصصين للتعريف التنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات في المنتزه الوطني للمدينة .
كما قدم الدكتور لحسن آبا، نتائج البحث الميداني ،لأهم المواقع السياحية بأزرو ،المنجز من طرف طالبات المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة.
وتم الاستماع إلى شهادات ميدانية ، تهم قطاع السياحة بالاقليم،من طرف عدد من المهنيين،
وتميز اليوم الثاني من اللقاء الدراسي، بقيام الوفد الإعلامي، بزيارة لعدد من المناطق السياحية مثل أحواض تربية السمك براس الماء ، وعدد من الضايات ، مثل حشلاف، أفراح، ايفير وضاية عوا .
و توقفوا على خدماتها ، ومكامن قوتها وضعفها ، وتساءلوا عن تراجع نقط جاذبيتها ، حيث لوحظ تراجع كبير في كمية المياه المتواجدة بضاية عوا. و حسب خبراء محليين ، فإن ذلك راجع الى توالي سنوات الجفاف ، و الى استنزاف المياه الجوفية لسقي أغراس الضيعات الفلاحية المتزايدة خلال العقد الأخير و الأشجار المثمرة ، خاصة التفاح التي لإفران حصة 60بالمائة من الانتاج الوطني ، كما ينتج إفران 80 بالمائة من فاكهة الكرز حب الملوك ، و ذلك في إطار المخطط الأخضر لوزارة الوصية .