مسرحية “اليانصيب” تكرم الراحل أحمد الطيب العلج .
فاس // صوت فاس البديل / محمد عادل البوعناني.
بدعم من وزارة الثقافة والاتصال-قطاع الثقافة، قدمت فرقة الجدار الرابع للمسرح والفنون الجميلة بفاس، عرضها المسرحي الجديد بعنوان “اليانصيب” مساء يوم الجمعة الاخير ، بالمركب الثقافي الحرية بفاس، بحضور جمهور عاشق للمسرح،ملا جنبات المركب .
وتندرج مسرحية “اليانصيب” التي ألفها الراحل أحمد الطيب العلج وأخرجها محسن مهتدي، ضمن الفرجة الهادفة التي دأبت الفرقة على تقديمها للجمهور الفاسي والمغربي، من خلال إنتاج عروض مسرحية محترفة ، يشارك في تشخصيها ثلة من الفنانين المحترفين من مدينة فاس، كما أن هذه المسرحية تأتي كذلك كثمرة شراكة وتعاون مستمر مع القطاع الوصي على الشأن الثقافي والفني بالمغرب، بحيث وثقت لجنة دعم إنتاج الأعمال المسرحية في فرقة الجدار الرابع التي عملت على إنتاج مسرحية “اليانصيب” بعد عدةأشهر من التداريب .
سنيوغرافيا رائعة انتهجتها الفرقة ، وتتكون من مجموعة من قطع الديكور ترمز إلى المنزل التقليدي التراثي العريق للمغاربة،كالتي توجد بالمدينة القديمة لفاس، حيث أبدع السينوغراف سعيد باهادي ، في إنجاز التصميم الفني والجمالي، وهو ما شكل حلقة وصل قوية بين الجمهور الذي تتبع المسرحية وأعجب بقطع الديكور المشكلة للسنوغرافيا.
ومسرحية “اليانصيب” ، قدمت في قالب اجتماعي كوميدي وهي من أكثر مسرحيات المرحوم أحمد الطيب العلج مرحا وسخرية، حيث تقوم البنية الدرامية العامة على سلسلة من المواقف يمكن لأي إنسان أن يواجهها في حياته. وتمثل شخصية “البراق” الذي تدور حوله هذه الأحداث، نموذجا للإنسان البخيل الشحيح لا يهمه خسران أهله وكرامته في سبيل حبه للمال.
وتظهر تلك المواصفات جليا في شخصية “البراق” مند الفصل الأول حيث ينهي ارتباط ابن أخيه “حميد” بابنته “ربيعة”، اللذان يحبان بعضهما بمجرد علمه بإفلاس هذا الأخير، خصوصا بعد أن التهمت النيران مصنعه ليصبح فقيرا فيرفضه عمه زوجا لابنته، فيتدخل “قاسم” لرأب الصدع لكن “البراق” مصر على رأيه مفضلا تزويج ابنته لشيخ هرم تجاوز الثمانين من العمر فيتدخل “قاسم” أخ “البراق” ليضع خطة بايهام “البراق” بأن ورقة “اليانصيب” التي كانت بحوزته هي الورقة الرابحة فتتوالى المواقف الساخرة، المفعمة بالحزن والمرارة في نفس الان ، فيقبل في أخر المطاف بتزويج ابنته لابن أخيه لمجرد علمه بان ورقة اليانصيب أصبحت بحوزة “حميد”.
وقد شارك في التمثيل في مسرحية “اليانصيب” كل من: سلمى الراجي، وإلهام بدري، اسماعيلي علوي الحسن، ونبيل متيوي، ومحمد طوير الجنة، وعبد الرحمان الإدريسي منن لايخافي، وصالح الصالحي، اما إنجاز الملابس فكانت لعبد العالي بنديهاج، وموسيقى والحان المسرحية، كانت من اختيارحسن الجازولي، اما الإدارة التقنية كانت لعادل بن كرينة، وإدارة الانتاج لحميد مسري، اما المحافظة العامة، فتولتها إلهام بدري.
وللتذكير فالراحل أحمد الطيب العلج ،ولد بمدينة فاس في 9 شتنبر 1928 ، بحي الخراشفيين بالمدينة القديمة، وتوفي في فاتح دجنبر من العام 2012 عن عمر ناهز 84 سنة، مخلفا تراثا فرنسا وابداعيا فاق 250 نصا مسرحيا ، وأكثر من 400 أغنية.