منتدى تحالف الحضارات في دورته التاسعة بالعاصمة الروحية للمملكة.تحت شعار: “نحو تحالف من اجل السلام: لنتعايش جميعا كانسانية واحدة”
فاس // صوت فاس البديل/ إدريس العادل
ع البوعناني
تختتم هذا اليوم ، فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى تحالف الحضارات للأمم المتحدة،امس الاثنين ، بالعاصمة الروحية للمملكة،وكان اختيار مدينة فاس على هامش الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، لتميزها بالطابع الروحي والحضاري ،وباعتبارها فضاء للتعايش والتسامح، كما قال ميغيل انجيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات.،وباعتبارها تراثا انسانيا كما صنفتها منظمة اليونيسكو سنة 1981،واشاد موراتينوس في وقت سابق ،برؤية، والتزام،ودعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله زايده ،عقب الاعلان عن انعقاد هذه الدورة بالمملكة المغربية.
هذا المنتدى الدولي تحضره شخصيات وازنة لتدارس العديد من القضايا الراهنية التي تشغل العالم عامة ،والقارة السمراء على وجه الخصوص ،والتي لاتستحق المكانة التي هي عليها في مجال العمل الجماعي والتضامن الدولي.
المنتدى ايضا يسعى الى مناهضة الأصولية ، التطرف من خلال التعاون والحوار بين الثقافات والديانات ،في محيط عالمي يتميز بتصاعد العنف،والارهاب، وتقوية القيم الإنسانية النبيلة.
من جهته قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،السيد ناصر بوريطة ، بأنه ووفقا للتعليمات الملكية السامية ،سنعمل جميعا على تسريع تحقيق القيمة المضافة التي يتوخاها الامين العام للامم المتحدة ،والمجتمع الدولي ،وجعل هذا المنتدى منصة تعمل من اجل تفاهم افضل بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بشأن القيم الهامة والضرورية من أجل مواجهة التحديات المتعددة في عالم اليوم.
الجلسة الافتتاحية تميزت بالرسالة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده،تلاها المستشار الملكي السيد اندري ازولاي ،وهي الرسالة التي حملت اشارات قوية تهدف إلى جعل الحوار بين الديانات والثقافات والحضارات منهجا انسانيا للحد من الأصولية والتطرف الذي يؤدي حتما إلى انتشار الارهاب.
كلمات الافتتاح ابرز من خلالها كل من الامين العام للامم المتحدة السيد غوتيريش،والممثل السامي للأمم المتحدة السيد موراتينوس،اهمية انعقاد هذه الدورة في عالم يتسم بالاضطراب والصراعات والحروب .مشيرين الى ان انعقادها بفاس التي تعتبر مهدا لحوار الحضارات بين الديانات الإبراهيمية الثلاث ،والتي تحضن اقدم جامعة في العالم ،جامعة القرويين ،له دلالات كبيرة،بحكم ان المملكة المغربية وبحنكة جلالة الملك الذي يعتبر من الزعماء الكبار الذين كرسوا للحوار والتسامح جهودا كبرى يشهد لها القاصي و الداني .
بعد ذلك تدخل كل من ممثل تركيا واسبانيا في هذه الجلسة،لتستمر الجلسات المغلقة التي تناقش العديد من المواضيع المرتبطة بالحوار والتسامح بين دول وشعوب العالم.
بعدها عقد الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريش لقاء صحافيا ابرز فيها أهمية انعقاد هذه الدورة بفاس بنكهة إفريقية من أجل ترسيخ الحوار بين شعوب العالم ونبذ العنف والتطرف.
هذا وتستمر فعاليات هذا المنتدى الذي من المنتظر أن يختتم أعماله هذا المساء .
وخلال الندوة الصحافية التي عقدها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ،السيد ناصر بوريطة ،والممثل السامي لمنظمة الامم المتحدة لتحالف الحضارات السيد موراتينوس ،فورانتهاء اشغال الدورة ،اكد الوزير المغربي على أن هذه الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس ،سواء من حيث المشاركة،حيث حضر اكثر من1500مشاركة ومشاركا ،من بينهم 44ممثلا على المستوى الوزاري ،و12رئيسا ورئيس حكومة ،والحضور الفعلي الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيرييس،مشيرا الى ان الاشتغال من اجل إقامة هذه الدورة كان على قدم وساقومنذ شهور، الأمن المتحده ،لانجاح هذا الاجتماع اسابيع وشهور
ايضا من حيث المشاركة ،كان هناك حضور وازن للمجتمع المدني والشباب الذين اشتغلوا على عدة مواضيع كلها تصب في ترسيخ الحوار ونبذ العنف والتطرف،والتمييز بكل أشكاله بين سكان الارض ،واضاف بان المشاركين عبروا جميعهم على
تغليب الحكمة والرزانة والحوار المثمر بعيدا عن التشنج خدمة للإنسانية جمعاء لان العالم يحتاج الى الاستماع إلى لغة العقل والحكمة واستحضار قيم الحواروالتعايش والتساكن.
واجتماع فاس من حيث نتائجه ،شكل تطور مهم ،وورقة فاس تحدد الاهداف والاولويات للفترة المقبلة .
وشكلت الرسالة الملكية السامية ،يضيف السيد بوريطة، لحظة مهمة جدا واعتبرها المشاركون وثيقة مرجعية لتحالفالحضارات، بحيث تبنوها في اعلان فاس .الذي سيتم بثه في نهاية اشغال هذه الدورة.
ومن حيث الحضور الوازن لافريقيا،.قال بوريطة بان ذلك كان تحديا ،ورهانا نجحنا فيه مع السيد موراتينوس ،وسنستمر
في ترسيخ ما جاء في اعلان فاس.، لان الاستثمار في السلم هو اقل تكلفة وفعالية من الاستثمار في الحروب والكراهية.
ومن جهته عبرالسيد موراتينوس
عن ارتياحه الكبير للتغطية الإعلامية الرائعة للدورة 9 والتي كانت ناجحة بكل المقاييس .وعدد أسباب نجاحها في:
النجاح الاول:حرص والتزام جلالةالملك محمد السادسعلى إقامة المنتدى ،ولاول مرة في افريقيا،وهي مناسبة لاشكر كل الاخرين من سلطات محلية وامنية على التنظيم المحكم لهذه الدورة.
النجاح الثاني:
يتمثل في الرسالة الملكية، التي هي تفكير عميق وهي ليست خارطة طريق فقط ،وتؤكد على التفرد المغربي الذي على الجميع الاقتداء به في التعايش والحوار والتسامح…
.
النجاح الثالث
هو ان مضمون الرسالة الملكية أصبحت في مواثيق الأمم المتحدة لتبقى كمرجع اساسي. في منتدى تحالف الحضارات بالامم المتحدة.
النجاح الرابع
:
هو ان تكون افريقيا حاضرة ،بشخصيات الوازن ، والذين عبروا عن همومها لانها لاتحظى بالاهتمام الذي تستحقه،ولذلك جاء اقتراح تنظيم الدورة العاشرة بدولة غينيا الاستوائية.
النجاح الخامس هو حضور الشباب والحوار القوي والبناء الذي عالج العديد من الظواهر كالعنف والارهاب والاصولية والتطرف،بفضاء الجامعة الارومتوسطية التي تعد من الجامعات المتميزة بالعاصمة العلمية فاس . وهذا يدل على شيء واحد، يقول موراتينوس ، ..هو.اننا في الطريق الصحيح،.
المواضيع المتنوعة والثرة،عرفت نقاشات جادة ومسؤولة من طرف كل الوفود المشاركة التي عبرت عن ارتياحها على المستوى الرفيع تنظيما وتدبيرا ومشاركة،وبالتالي النجاح الباهر للدورة التاسعة بالعاصمة الروحية للمملكة المغربية.
اعلان فاس :
منتدى فاس حقق هدفه الرئيسي بجعل تحالف الحضارات للأمم المتحدة التزاما عالميا حقيقيا
أكد المشاركون في المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، اليوم الثلاثاء بفاس، أن المنتدى حقق هدفه الرئيسي بجعل تحالف الحضارات للأمم المتحدة التزاما عالميا حقيقيا بأهداف شاملة، وكذا التحسيس بالحاجة الملحة إلى النهوض بريادة مسؤولة في كافة مجالات العمل. وأقر المشاركون في “إعلان فاس”، الذي تم اعتماده خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات، بأهمية مساهمة الشباب، ولاسيما الأفارقة في النقاشات التي شهدها منتدى فاس، مشيدين بالتزام هؤلاء الشباب بتقديم النموذج من خلال الانخراط في أنشطة المنتدى ذات الصلة بالإعلام والتعليم والهجرة. ودعا الإعلان إلى “التنفيذ الكامل لما تم التوافق عليه والالتزام التام به في منتدى فاس حتى تتمكن الحكومات، بدعم من المجتمع المدني، من تجاوز التحديات والتقدم نحو أهداف العيش المشترك، في مجتمعات سلمية ودامجة، تحقيقا للتنمية المستدامة. كما نوه بعقد المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، للمرة الأولى في القارة الإفريقية، وتحديدا بفاس، المدينة الروحية والعريقة، مشيدا بالالتزام التام للمغرب، البلد المضيف، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المدافع القوي عن قيم السلام والتعايش على الصعيدين الوطني والدولي، بجعل هذا المنتدى فضاء مثمرا لتعزيز التفاعل الإنساني وتشجيع الحوار والسلام. من جهة أخرى، رحب “إعلان فاس” بطلب غينيا الاستوائية استضافة الاجتماع الإقليمي الإفريقي لتحالف الحضارات للأمم المتحدة سنة 2023، وكذا الطلب الذي تقدمت به البرتغال باستضافة المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات للأمم المتحدة بلشبونة سنة 2024. وسجل المشاركون أن “حرية التعبير وحرية المعتقد مترابطتان بشكل وثيق وتعززان بعضهما البعض”، مشددين على “الدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه الحقوق في محاربة كافة أشكال التعصب والتفرقة القائمة على الدين أو المعتقد”. واعتبروا أن “احترام التنوع الثقافي والحقوق الثقافية لجميع الأشخاص، وفقا للمعايير الدولية، يعزز التعددية الثقافية من خلال المساهمة في تبادل أوسع للمعرفة وفهم أفضل للسياق الثقافي، بما يعزز ضمان حقوق الإنسان والتمتع بها في جميع أنحاء العالم، ويوطد علاقات مستقرة وودية بين شعوب وأمم العالم أجمع”. وأعرب المشاركون عن “انشغالهم العميق” باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة مثل الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لغايات تتعارض مع احترام القيم الإنسانية، مؤكدين على أن تكنولوجيا المعلومات تحدث تغييرا جذريا في طريقة تفاعل الأفراد والمجتمعات وتجزية الوقت، مع بروز آثار جديدة وغير متوقعة على الصحة والمجتمع، كثير منها إيجابي وبعضها مثير للقلق. وأدان “إعلان فاس”، في هذا الصدد، كل دعوة للكراهية التي تشكل تحريضا على التمييز والعداء والعنف، سواء من خلال توظيف الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية أو الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى. وأكدت الوثيقة على الحاجة إلى وضع وتنفيذ سياسات وخطط عمل واستراتيجيات ذات صلة بتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، وإذكاء الوعي والقدرة على الوقاية من التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية، وتتبعه والتصدي له. كما جدد الإعلان التأكيد على الالتزام السياسي بالركائز الخمس لعمل تحالف الحضارات، والمتعلقة بالشباب والتعليم والهجرة والإعلام والمرأة، مبرزا العمل المنجز في هذه المجالات ودورها البناء في تعزيز قيم الوقاية من النزاعات والوساطة والمصالحة. وحث المشاركون التحالف على مواصلة عمله من خلال مجموعة من المشاريع، بالتعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وكذا وسائل الإعلام. وأكد “إعلان فاس” على الدور المهم لمنتدى تحالف الأمم المتحدة لحوار الحضارات باعتباره منصة للحوار بين الثقافات والأديان، وفضاء لتشجيع التعاون والتضامن والأخوة الإنسانية. ودعا المشاركون إلى مواصلة المنتدى تعزيز وتوسيع التزامه تجاه القيادات والفاعلين الدينيين، وتمكينهم من فرص الحوار بين الأديان، من أجل نشر قيم التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل ونبذ العنف. وعبروا أيضا عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة والشعب المغربيين ومدينة فاس لاستضافة المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات.