من تنظيم جمعية التقليص من أضرار المخدرات فرع فاس: ندوة حول موضوع :”المحكومون بالإعدام في المغرب .. ترقب للموت .. و أمل في الحياة “
فاس // صوت فاس البديل / ادريس العادل
تصوير و توضيب // محمد عادل البوعناني
أكد المشاركون في الندوة الصحافية التي انعقدت يوم السبت الاخير بفاس على أن ” إصلاح المنظومة الجنائية في المملكة ، يمر عبر تأكيد التوصيات الداعية إلى الملائمة بين القانون الجنائي و الدستور و المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
و أشار المشاركون خلال هذه الندوة التي نظمها فرع فاس لجمعية التقليص من أضرار المخدرات ، بشراكة مع المرصد المغربي للسجون ،تحت شعار : “جميعا ضد عقوبة الإعدام. ” ان الهدف العام من وراء فتح هذا النقاش هو تزكية المسار الترافعي الذي تقوده مجموعة من الهيئات الحقوقية و السياسية و المدنية من اجل تجاوز المقاربات العقابية و تأسيس مقاربات شاملة تستجيب لمبدأ الحق في الحياة ، و إعادة الإدماج و الحق في الصحة… كما كرسها الدستور و المواثيق الدولية. والمساهمة في مناقشة سبل الحق في حماية الحق في الحياة بموازاة الحفاظ على النظام العام والبحث عن البدائل الممكنة لعقوبة الإعدام ،والاستماع الى كل الاراء والتصورات حول عقوبة الإعدام.
و شدد المشاركون ،والمشاركات على الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في المشهد العام ، على مستوى حشد الدعم و التأييد لمناهضة عقوبة الإعدام، و توسيع قاعدة المناهضين لها.
وفي هذا الصدد ،تعد المملكة المغربية من بين الدول التي توقفت تنفيذ عقوبة الإعدام منذ 1993،وحولت عددا من المحكومين بها الى السجن المؤبد ،وهو ما يعني ضمنيا أن بلادنا تسير نحو الغاء هذه العقوبة،علما بان 33دولة منضوية تحت لواء منظمةدول العالم الاسلامي من اصل 57 الغت او اوقفت هذه العقوبة.
وقد مكن المنظمون رجال الاعلام الحاضرين بكثافة في هذه الندوة، الى جانب الطالبات والطلبة الخريجين من معهد الصحافة ومهن التلفزيون بفاس ،والتي تستهدفهم على اعتبار الدور الهام الذي يقومون به ،من وثائق تمكنهم من الاطلاع على المسار التاريخي لعقوبة الاعدام،ونظريات المدارس الفلسفية الجنائية الحديثة ،ومساهماتها في في تغيير النظرة نحو هذه العقوبة ،والتي تتمثل في الانتقام من الجاني .
ومن خلال الورقة التأطيرية للندوة ،يتبين ان الجمعية انخرطت في هذه المعركة من أجل مواصلة النقاش حول تجديد آليات الترافع وكسب الدعم والتاييد ،والمناصرة لمناهضة حكم الاعدام،وحث الدولة المغربية للانضمام الى البروتوكول الاختياري الثاني ،الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المتعلق بالغاء عقوبة الإعدام ،وكذلك تحسين اوضاع المحكومين بالاعدام،واحترام كرامتهم، والنهوض باحوالهم الصحية ،وتحويل عقوبة الإعدام الى عقوبات بديلة تضمن الحق في الحياة والكرامة الإنسانية.
وكانت الندوة ايضا مناسبة لقراءة شعرية مؤثرة للشاعر عبد الله الصادقي تحمل عنوان :”اخر كلام للمحكوم بالاعدام”،والتي تحمل دلالات عميقة في التربية والتوجيه ومسؤولية الآباء و الأمهات في هذا الباب