من تنظيم مركز حقوق الناس المغرب : ندوة في موضوع : دور ااعلام في مناهضة العنف ضد النساء.
فاس // صوت فاس البديل / إدريس العادل
تصوير و توضيب // محمد عادل البوعناني
نظم مركز حقوق الناس المغرب ،بشراكة مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع فاس ،والمرصد الجهوي الاعلام والتواصل لجهة فاس مكناس ،اول امس الاربعاء ندوة وطنية حول دور الاعلام في مناهضة العنف ضد النساء ،وذلك بمناسبة الحملة الوطنية ضد هذه الظاهرة.
وتدخل هذه الندوة في سلسلة الندوات التي نظمها المركز على مدى ثلاث سنوات حين ميلاد المرصد الجهوي للاعلام والتواصل ،والذي كان ثمرة مجهودات النقابة والمركز، اذ منذ ذلك الوقت والعمل على قدم وساق من اجل ترسيخ دور الاعلام في ترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان.
ولم يقتصر المنظمون على اختيار مدينة فاس فحسب ،بل تعدى ذلك الى عدة مدن منها طنجة ومراكش ووجدة و الرباط ،واكادير وطانطان.والهدف من ذلك هو ترسيخ مبدأ التربية على حقوق الانسان وترسيخ الديمقراطية في اوساط الصحافيين والحقوقيين وجمعيات المجتمع المدني ،والتي كانت تشارك بفعالية في تلك الندوات ، والورشات التكوينية ،والموائد المستديرة ،التي يؤطرها مختصون كل في مجال تخصصه.
الندوة التي احتضنتها احدى قاعات احد الفنادق المصنفة ، تم خلالها احترام التدابير الاحترازية ضد الجائحة ،اطرها كل من رئيس المرصد الجهوي للاعلام والتواصل ،ادريس العادل ،والاستاذة امينة مجدوب عضو الهياة المديرة لمركز حقوق الناس المغرب ،ونشطت فقراتها الاستاذة فاطمة الزهراء العلوي ،الاديبة والشاعرة المتالقة في اكثر من مناسبة ،والتي اصدرت عدة دواوين شعرية باللغة الفرنسية.
وفي مداخلة الاستاذة امينة مجدوب ،تم التركيز على ظاهرة العنف بشكل عام باعتبارها تمس الفرد والمجتمع ، وبالتالي يجب البحث بعمق عن اسبابها والبحث عن السبل الكفيلة من اجل التخفيف منها.
واضافت ان وسائل الاعلام يجب ان تلعب ادوارا طلائعية في هذا الباب من اجل التصدي لهذه الظاهرة ،وغيرها من الظواهر التي تمس كيان المجتمع ،وذلك بتنوير فئات المجتمع بخطورتها ، من خلال اطلاع الافراد على القوانين التي يضعها المشرع للوقاية والحد من كل الظواهر المشينة وخاصة ظاهرة العنف.
وما دمنا نتحدث بالمناسبة على مناهضة العنف ضد المراة ،تقول المتدخلة ،لا بد ان نستحضر القانون رقم 103/13، حيث سن المشرع عقوبات زاجرة في هذا الباب ، وهنا تكمن اهمية ودور الاعلام في الحد من الظاهرة ،وتبيان مدى خطورتها والنتائج المترتبة عن ارتكابها ، وتخصيص برامج توعوية بين الفينة والاخرى ،دون الاقتصار على المناسبات و الايام الوطنية والدولية.
وابرزت المتدخلة ، الدور الكبير ،والتاثير الذي تحدثه وسائل الاعلام في هذا الباب خصوصا الاعلام البصري ،لما للصورة من تاثير قوي على المتلقين.
وخلصت الى ضرورة التحلي بالمسؤولية لدى الفرد الذي اصبح يستعمل وسائل التواصل الاجتماعية بشكل رهيب ، ودون احترام للحياة الخاصة للافراد ويعمق الفجوة اكثر ويزيد من حدة الظاهرة…..علما بان العقوبات التي جاءت بها القوانين ، قاسية، ويجهلها اغلب مستعملي تلك الوسائل.
من جانبه تحدث رئيس المرصد الجهوي للاعلام والتواصل بجهة فاس مكناس، عن دور الصحافة في تعزيز وترسيخ ثقافة حقوق الانسان ،مشيرا ان المهنة تستمدنبلها وكرامتها من التزامها بمجموعة من القيم والمبادئ ،وهو ما يسمى في عرف الصحافيين باخلاقيات المهنة.
كما استعرض الادوار المختلفة للاعلام،التي تتحدد اساسا في الاخبار والتنوير والتثقيف والوقوف على الظواهر المشينة في المجتمع ،ورصد الانتهاكات اعتمادا على المصادر الموثوقة .
وهذه الادوار ،يضيف المتدخل ،يجب ان تستغل للدفاع عن قضايا المجتمع ومن اهمها حقوق الانسان كما تنص عليه القوانين الوطنية والمواثيق والاتفاقيات الدولية.
ولكي يلعب الصحافي دوره في هذا الباب عليه ان يكون ملما ،وواعيا ومقتنعا باهمية حقوق الانسان ،وقيمها ،وتشبعه بثقافتها ،وهو ما يعبر عنه بالشرط الادبي.
اما الشرط المعرفي ، فهو امتلاك الصحافي حصيلة معرفية كافية تشمل معرفة اهم الحقوق والحريات والنصوص الضامنة لها واليات مراقبتها.
وياتي بعدها الشرط المهني ،وذلك باتقان مهارات من خلال اعمال الاجناس الصحافية لمعالجة القضايا التي تتعلق بحقوق الانسان برمتها.
وختم عرضه باهمية ودور وسائل الاعلام المختلفة في نشر مبادئ حقوق الانسان ، من مساواة وتسامح ،وعدم التمييز،وقبول الراي الاخر ، وتعميق الحوار بين كل فئات المجتمع ،والدفاع عن حرية الراي والتعبير.
العرضين المقدمين ،فتح شهية المشاركات والمشاركين الذين تفاعلوا مع محتواهما وطريقة عرضهما .
يذكر ان عددا مهما من طلبة معهد الصحافة ومهن التلفزيون كانوا حاضرين بقوة،تنفيذا للشراكة التي تربط المعهد المذكور بالنقابة والمركز ،والى جانب ذلك حضور ممثلين لعدد من المصالح الادارية ،والمجتمع المدني .