ورشة عمل حول علامة التصديق الجماعية المتعلقة بالقفطان المغربي.
فاس //صوت فاس البديل/ إدريس العادل
ع.البوعناني
احتضن مقر المديرية الجهوية لقطاع الصناعة التقليدية اليوم الجمعة ،فعاليات ورشة العمل الخاصة التي تهدف إلى مناقشة دفتر التحملات لوضع الشارة والعلامة المميزة للقفطان المغربي ، والتي تعتبر حلقة مهمة في ارساء مخطط الجودة لانعاش الزي التقليدي المغربي وخصوصا القفطان المغربي،وتجويده والمحافظة عليه باعتباره تراثا لا ماديا.
وللتذكير فان اللباس التقليدي عموما ،يعتبر أحد الرموز الأساسية المعبرة عن الهوية الثقافية الوطنية، ويتميز بالتنوع والغنى اللذان يعكسان تلاحم وتنوع مقومات الهوية المغربية ، وانصهار مكوناتها المتنوعة كما جاء في تصدير دستور المملكة ، باعتباره يكرس تقليدا ثقافيا واجتماعيا في المناسبات والأعياد. ويشكل القفطان المغربي أحد أهم مكونات هذا اللباس، الذي يتميز بطابعه الجمالي وأصالته المتجددة، ويعتبر سفيرا للمملكة المغربية خارج ارض الوطن
ويتمتع القفطان المغربي بمكانة خاصة جعلته يحافظ على عادات وأعراف مجتمعنا خلال احتفاله وتعظيمه وتخليده لمختلف المناسبات الاجتماعية والرسمية الوطنية.
كما أن ملوك المغرب دأبوا على إعطاء اللباس التقليدي المغربي ومن ضمنه القفطان مكانة متميزة في تقاليد المؤسسة الملكية العريقة وملوكها، اذ يتم دعم كل المبادرات التي تهدف إلى تطويره والتعريف به خارج الوطن، ليستجيب لمتطلبات العصر وليساير تطور الأذواق ويواجه تحديات المنافسة، وذلك بالمزاوجة بين المحافظة على أصالة القفطان وبين تجديده وتجويده، نظرا للدور الاقتصادي الهام الذي يلعبه في إنتاج الثروة وإحداث فرص الشغل.
ومن منطلق هذه المكانة التاريخية للقفطان المغربي ، ابت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني الا ان تنظم هذه الورشة ،لحماية هذا التراث من المنافسة غير الشريفة التي أصبح يتعرض له القفطان المغربي بمختلف أشكاله وأنواعه، ومواصلة لبرنامج عملها المتعلق بعلامات وشارات الجودة.
وهذه الورشة تعتبر حلقة مهمة في إرساء مخطط الجودة لإنعاش الزي التقليدي المغربي، وخصوصا القفطان المغربي وبالتالي تجويده والمحافظة عليه.
اللقاء حضره مسؤولون عن قطاع الصناعة التقليدية على الصعيدين المركزي والجهوي ، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن ، ووزارة الثقافة وخبراء، ومهتمين بالقفطان المغربي، وخاصة الصانعات التقليديات لمعلمات والمصممات اللائي يزاولن ويبدعن في حرفة خياطة القفطان على المستوى الوطني ،والحاضرات من طنجة ، وتطوان ،ومراكش ،ومكناس وغيرها من المدن
وتجدر الإشارة إلى أن اقتراح دفتر للتحملات لعلامة القفطان المغربي ، منبثق من الدراسة التي أنجزت بهذا الخصوص ، بشراكة بين قطاع الصناعة التقليدية ، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن ومركز التكوين والتأهيل بمراكش، وفاس ، قصد تجويد منتوج القفطان وحماية هذا التراث الوطني المغربي وتثمينه بتمتيعه بعلامة جماعية للتصديق كآلية حديثة للجودة ، والمحافظة على موروثنا الثقافي وتثمينه اذ يعتبر القفطان إحدى مقوماته الرئيسية.
كما يجب التذكير أن قطاع الصناعة التقليدية بالمغرب أصبح رائدا على المستوى الوطني ، والافريقي فيما يخص شارات وعلامات الجودة بحيث أن الوزارة الوصية ،وضعت استراتيجية تهم تبني مخطط للجودة لفائدة منتوجات الصناعة التقليدية وذلك من خلال منظومة مندمجة تجمع عددا من المحاور تهم البحث والابتكار ، والتصميم ، والمعايير والملكية الفكرية ، والعلامات، والتصديق ، ومراقبة الجودة. وهو برنامج متكامل يهدف إلى تأهيل القطاع والمساهمة في إشعاعه وطنيا ودوليا.
وتماشيا مع هذه التوجهات ،تم توقيع ما يزيد عن20 اتفاقية تهم البحث والابتكار مع عدد من الجامعات والمعاهد الوطنية ،كماتم وضع وتبني ازيد عن 340مواصفة تهم عددا من فروع الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية كالحلاقة والحمامات واعداد وتسجيل اكثر من علامة70 تصديق جماعية ،وقد اثمرت الجهود المبذولة في هذا المجال حصول اكثر من 2500وحدة انتاج على المصادقة ،وحق استعمال علامات الجودة عبر مختلف جهات المملكة،منها 750وحدة حصلت على العلامة الوطنية:”المغرب صنع يدوي”و250 علامة جهوية،و1500علامات التصديق الجماعي الاخرى .
هذه الانجازات مكنت المملكة المغربية من احتلال الرتبة الأولى على مستوى القارة الأفريقية ضمن الدول المنتجة للعلامات والرتبة 42 على المستوى الدولي وفق تقرير المنظمة العالمية الملكية الفكرية.
وفي هذا الصدد ، يقول المدير الجهوي لقطاع الصناعة التقليدية بفاس السيد عبد الرحيم بلخياط: