![](https://www.sawtfes.com/wp-content/uploads/2019/06/D3644033_2.jpg)
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله: وبعد ربع قرن من إقامته بالعاصمة العلمية:مهرجان الموسيقى العالمية العريقة ينطلق تحت شعار: فاس في ملتقى الثقافات
فاس // صوت فاس البديل / ادريس العادل / محمد عادل البوعناني.
تصوير // علي زوبير.
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ،تراست كما هو معلوم صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء الجمعة الاخير بباب المكينة، مهرجان الموسيقى العالمية العريقةفي دورته الخامسة والعشرين ، بابداع الافتتاح الذي يحمل عنوان :فاس ذاكرة المستقبل ،من خلال كتاب مصور، موجه الى احد الاطفال، سيتم من خلاله استحضار فاس في قالب حكائي يتناول الجانب الخارق لميلاد هذه المدينة ، وطفولة ادريس الثاني ،الحافلة بالاساطير والنوادر التي تحكي عن نبوغه المبكر الذي جعله يعين إماما وهو في سن الحادية عشرة .
هذه الصورة ،قام العديد من الفنانين المغاربة المتشبعين بالتراث العربي والاندلسي والامازيغي واليهودي ،باستعراض التنوع الثقافي الذي يجسده تشابك الدروب في مدينة فاس العتيقة، ويعتبر تمثلا رمزيالجغرافية الفكر والترحال.
ويتجلى اشعاع المدينة على امتداد الزمن من خلال اسفار الحجاج والرحالةالمشاهير ،الذين تذوقوا طعم هذه القوة النبوية الكامنة في عرف الزيارات والرحلات بحثا عن القدسية،كما هو الحال في اندلس ابن جبير واخرون فضلوا الرحلة التي تسودها المغامرة الإنسانية ،مثل الرحالة الكبير ابن بطوطة، الذي غادر مدينة طنجة وعمره 22سنة ،في القرن الرابع عشر الميلادي ، تاركا وراءه أسرته وعازما على القيام لوحده بالحج إلى مكة المكرمة،وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الابداع سيقتفي اثار هؤلاء لزيارة الطوائف الصوفية في السنغال ،وفي مدينة القدس الشريف حيث استقر العديد من المتصوفة الفاسيين ، وتردد عليها الطبيب الشهير الفيلسوف الحاخام موشيه بن ميمون،المعروف باسمه المستعار :موسى الميموني المزداد بتاريخ30مارس1135م على ضفاف الوادي الكبير في قرطبة، خلال الحقبة الأندلسية الإسلامية.
ايضا،كان هناك فنانون، من مختلف الاقطار ، ابرزوا اشعاع الثقافة الإسلامية العالمية التي كانت فاس مهدها الاساسي ، من خلال السمعة العالمية التي حظيت بها جامعة القرويين، كما يجسد هذا الابداع الافتتاحي مريم وفاطمة الفهري القروي ، وهما ابنتا مهاجر ثري من القيروان ، الدور الهام الذي لعبته النساء في تاريخ فاس ، وحسب الرواية المعروفة فان مسجد القرويين بني بمبادرة من فاطمة المعروفة باسم :”ام البنين” ،بواسطة المال الذي ورثته عن ابيها ،واشترت به قطعة ارض أقامت عليها المسجد عام 859م ، اما مسجد الأندلس ،فقد بني بامر من مريم بعد مسجد القرويين ببضع سنوات من ارث والدها.
المشاهد الجديدةلهذا الابداع الافتتاحي ،جعلنا نخترق قلب الدروب العتيقة بفاس والتي لا زالت تحتفظ بالكثير من الذكريات، وهذه الذاكرة هي التي يمكن أن تكون مصدر إلهام لمستقبل خلاق روحاني مزدهر، كما شارك في هذه المرأة الفنية التاريخية كل من حسن الجاي الممثل، ومروان حاجي المنشد ، ووليد بن سليم المغني ، وهارون طبول بالناي، والمغنية التونسية عايدة نياتي ومجموعات: تاسويكين (احواش)، ونساء شفشاون ، ورقص الدراويش المولويون من اسطنبول ، والطائفة الحمدوشية ، ومجموعة صوفية قادمة من القدس ،واخرى نسائية من السنغال،وسحر محمدي وجورجي ميناسيان بالمزمار القصبي من ارمينيا .
فقرات هذه الدورة حملت اسماء عالمية في فن الغناء الديني والصوفي ،سامي يوسف من بريطانيا، والذي الهب الجماهير الغفيرة التي حجت الى باب المكينة التاريخي، باغانيه الرائعة التي كان الجمهور يرددها معه بحماس كبير. والملتزم الفنان مارسيل خليفة ، الذي عرف كيف يجذب الجمهور ليردد معه مقاطع من اغانيه الملتزمة والخالدة في اليوم الثالث من فعاليات المهرجان ،
وتتوالى الحفلات مع الفنانين العالميين ومنهم يوسف ندور من السنغال ، والجوقة الملكية من بريطانيا، وليلة الفلامنكو “اندالوثيا”،وهي السهرات المبرمجة في الفضاء الجميل باب المكينة .
وتتوزع باقي العروض الفنية ،على فضاءات: حديقة جنان السبيل، ودارعديل في ليالي المدينة العتيقة، والمركب الثقافي ابن يوسف ، والتي ستحضن ،ابداعات سحر محمدي وهايغ ساريكويومدجيان،بالمزمار القصبي من ايران وارمينيا ،والشان منصوروف في موسيقى الموغام من اذربيجان ، والغوسبيل من الولايات المتحدة الأمريكية، والكمان الوتري الاوسط من كندا ، والمجموعة الصوفية اريج من سلطنة عمان ، وفنانون وفرق موسيقية من فرنسا والهند، وصربيا واسبانيا والمانيا وكوبا. والبراغواي وكولومبيا وفنزويلا.
وعلى هامش المهرجان
اقبم منتدى فاس الفكري والعلمي، يومي 15و16يونيو2019،وكان موضوعه الرئيسي،هو فاس عند التقاء الثقافات، وهو كما عبر عن ذلك ،الاستاذ ادريس خروز، بأنه ترنيمة من اجل الثقافة والموسيقى.
وتتجلى محاور منتدى فاس في ثلاثة:
1_ المعرفة قبل إصدار الحكم:الفكرة قبل الرأي
2_ الاسس الضرورية للحوار بين الثقافات
3_انماط الحياة في المدن التقليدية (المدن العتيقة) والقيم الروحانية الأساسية القائمة على الاحترام.سنعود لها لاحقا.
فاس اذن تعيش اياما فنية ، وفكرية ، وثقافية،ثرة من 14يونيو وإلى غاية 22منه.