مؤسسة فريديرش نومان من اجل الحرية والعمل الدولي: الفلسفة والابعاد
المانيا // برلين / صوت فاس البديل / ادريس العادل
وتستمر زيارة عمل الوفد المغربي إلى العاصمة برلين ، وكانت المحطة الموالية في المكان المسمى هابيل في الرايخستاغ،وكان اللقاء عبارة عن غذاء عمل، حيث استقبلتنا السيدة صوفي شميد،مستشارة اولى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ،بمؤسسة فريديرش نومان في بوتسدام، والتي حدثتنا عن هذه المنظمة ،وعملها الدولي حيث اعطت لنا فكرة عن الأسباب التي أدت إلى تأسيس المؤسسة وغيرها من المؤسسات الالمانية ،والتي جاء ميلادها بعد انهيار إمبراطورية فيمار(الرايخ الثالث)، اي الحقبة النازية ،وكان الهدف من ذلك هو أن المانيا تحتاج الى تعددية سياسية ،وتاطير المواطنين وترسيخ الفكر الديموقراطي، وهذا هو عمل المؤسسات داخل وخارج المانيا.
ومن خلال الدستور الألماني تضيف السيدة صوفي،يتبين ان لكل حزب سياسي مهمة تشكيل إرادة ووعي سياسي ،وان يلعب دوره الكامل في نشر الفكر الديمقراطي،وكل تنظيم سياسي ،له مؤسسة تابعة له ،والتي تلتقي في العديد من الافكار، التي تصب جميعها في نشر الفكر الديمقراطي ، وطبعا هناك اختلاف بين تلك المؤسسات حسب توجهات الحزب الذي تنتمي اليه.
وعن تمويل المؤسسة ،قالت صوفي ،بان التمويل يكون عن طريق الميزانية الوطنيةالعامة ، كل سنة، ويتم احتسابه حسب المقاعد التي يحصل عليها الحزب خلال الانتخابات.بالاضافة الى التبرعات ،وكل ذلك تحت رقابة البرلمان
ومن أهداف المؤسسة ،دعم الأفراد والقوى ذات التوجهات الليبيرالية ،ونشرها، والمساهمة في بناءهياكل سياسية ديمقراطية ،وتعزيز ثقافة وممارسات العمل السياسي الديمقراطي، وتعزيز سلطة القانون وتقوية الاقتصاد ،ودعم المجتمع المدني بكل تلاوينه ، وتشكيلاته السياسية.كل ذلك من خلال تنظيم المؤتمرات واللقاءات، وورشات عمل وحلقات للنقاش وغيرها من الأنشطة.
وتضطلع المؤسسة بالعمل الدولي من خلال مكاتب في عدد من الدول منها المفرب والجزائر، وتونس وفلسطين وعمان ومصر ولبنان ومكسيكو ودلهي،كما تشجع المؤسسة الموهوبين ودعم المؤسسات التعليمية ، ويتم انتقاء الشركاء من خلال برامج عمل تتماشى والاهداف التي انشات بموجبها المؤسسة ، ولعل الشراكة التي تجمع مركز حقوق الناس المغرب، ومؤسسة فريديرش نومان خير مثال على ذلك ،وذلك بالعمل سويا لتحقيق الأهداف المسطرة والتاريخ ،فان المؤسسة اسسها تيودور هويس الذي كان اول رئيس لالمانيا ، سنة 1958 ،وتهدف الى تعزيز الحرية والفكر الليبرالي خصوصا وأنه يدخل ضمن اهتماماتها،الذي تستقيه من المفكر والسياسي الليبرالي ،فريديريش نومان (1919/1860) الذي دعم بقوة فكرة التعليم المدني،باعتباره شرطا اساسيا من شروط السياسة ،وكان يعتقد ايضا ،بان وجود ديمقراطية فاعلة سياسيا تحتاج الى مواطنين متعلمين.
وخلال هذا اللقاء ،الذي اعطانا فكرة واضحة عن عمل المؤسسة داخل وخارج المانيا، طرح الوفد المغربي عدة قضايا تخص توسيع عملها ليشمل مجالات اخرى، ولعل تجربة السجون غنية عن كل تعريف،خصوصا وان مدير هذه الهياة بالمغرب،السيد أولاف كيليرهوف ،زار عدة سجون بالمملكة المغربية،رفقة رئيس مركز حقوق الناس الاستاذ جمال الشاهدي وبعض اطر هذا المركز ،وعاين وضعية حقوق الانسان داخلها ،ونوه بالتجربة المغربية في هذا الباب.
بعد ذلك،وقف الوفد المغربي على تجربة رائدة في برلين، والمتمثلة في مساعدة الجناة من طرف منظمة غير حكومية،تاوي المحكوم عليهم بغرامات لا يستطيعون دفعها،حيث تستمر في احتضانهم ، وهم يشتغلون في أشغال البناء على الخصوص الى أن يستكملوا اداء تلك الغرامات،ويغادرون مقر هذه الجمعية التي تتلقى دعما ماليا مهما من السلطات في برلين مقابل ما تقوم به تجاه المحكومين ،كل ذلك بغية اعادة إدماج المعنيين في المجتمع .
وفي الورقة القادمة،سنعيش لحظات مثيرة ،ومشاهدات رائعة من داخل قبة البرلمان الالماني الرايخشتاغ.