ما لا تعرفه عن فن الموسيقى الأندلسية
فاس / صوت فاس البديل / أمينة مجدوب
عدسة / عبد الفتاح الشيبي
أسرة آل الشامي عريقة لها المجد التليد ،تملكت صولجان العلم والعرفان من الأجداد إلى الأحفاد….ويسعد جريدة * الصحراءالمغربية* أن تطلع القراء والقارئات على قامة علمية شماء من القامات الشامية الشامخة * الأستاذ الباحث *مولاي عبد السلام الشامي * بصفته المدير الفني للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية بفاس عبر الحوار التالي :
– س 1 : مرحبا بكم الأستاذ عبد السلام الشامي ، بصفتكم المدير الفني للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية ما هي الصعوبات التي وقفتم عليها في إعداد المهرجان في نسخته الثانية والعشرين ؟؟
ج 1 :الواقع ليست هناك صعوبات في الإعداد بهذا المعنى ،وإنما وقع تأخير في توقيت المهرجان بسبب بعض الصعوبات المادية التي أمكن التغلب عليها ولله الحمد،وعلى كل حال فإن الإعداد الفني للمهرجان لم يطرح أية صعوبة تذكر.
– س 2 : هل هناك معايير في اختيار الفرق الفنية المشاركة ؟وفي اختيار المحتوى الفني ؟؟
ج 2 :بالنسبة للبرمجة الفنية ،ومشاركة الأجواق الواقع هناك معايير يحافظ عليها المهرجان منذ انطلاقته ،وأهمها :
– الحرص على تمثيل الحواضر المغربية الكبرى بواسطة أشهر أجواقها؛
– اختيار الأجواق الجادة الحريصة على تقديم أعمال فنية أصيلة ؛
– تشجيع بعض الفرق الشبابية التي تلتزم بأصالة هذا الفن ،وتحافظ على أسسه الجمالية ،وذلك بتوجيه الدعوة لمشاركتها .
أما بالنسبة للمحتوى الفني فإن الإدارة الفنية تحرص على تمثيل مختلف النوبات المكونة لهذا الفن التليد ،واستحضار مختلف أنماطه الإيقاعية مع الحرص على إعطاء أهمية خاصة للميازين المهددة بالضياع بسبب قلة تداولها ،والبحث كذلك عن الصنعات والأغاني الضائعة وإعادتها إلى مكانها داخل الميازين.
– س 3 : لوحظ أن الإقبال على السهرات والحفلات كان قياسيا مقارنة بالإقبال الباهت على *ماستر كلاس *أو الندوة العلمية .فهل السبب يرجع لتفضيل الناس للفرجة والتفاعل مع طرب الآلة ؟أم السبب يرجع لضعف التغطية الإعلامية ،والإخبار عن الجلسات العلمية ؟؟
ج 3 : شهدت حفلات المهرجان حضورا كثيفا شكل تحديا بالنسبة للجنة التنظيم ،وهو أمر مألوف في دورات مهرجان فاس التي يحج إليها عدد كبير من الهواة من مختلف المدن المغربية ،والحواضر الكبرى بأروبا ،وقد جرت العادة أن يهتم المهرجان بالجانب العلمي والفني لهذه الموسيقى بتنظيم دورات تكوينية ،وندوة كبرى حول بعض المواضيع التي لها أهمية خاصة بالنسبة للتراث الأصيل؛وعادة ما تحضى هذه الأنشطة الثقافية بأهمية خاصة لدى جمهور المهرجان. لكن هذه الدورة لم يكن الحضور كثيفا ربما بسبب مقر الندوة وضعف الإخبار عنها.والمهم أن توصيات الندوة ومقرراتها كانت لها أهمية خاصة بالنسبة لمسار ومستقبل هذه الموسيقى التراثية التليدة .
– س 4 : خرجت الندوة العلمية بتوصيات عديدة تروم إعطاء العالمية للموسيقى الأندلسية المغربية .في رأيكم ماهي أولوياتها أستاذ الشامي ؟؟
ج 4 : من أهم مقررات ندوة المهرجان العمل على تحويل الموسيقى الأندلسية المغربية من المحلية إلى العالمية لاعتبارات عدة :
– أنها تمثل تراثا فنيا مشتركا بين الشعب العربي والشعب الأمازيغي ،وشعب الجزيرة الإيبيرية ؛
– هو فن قديم أصيل تمتد جذوره 12 قرا من الزمان ولهذا فهو يصنف ضمن أقدم تراث موسيقي عالمي ؛
– أنه تراث تمت المحافظة عليه وتطويره في ذاته من غير تأثير آخر ؛
– وأخيرا هو تراث فني ضخم يتمثل في نحو 90 ساعة من الموسيقى والغناء ، وقد بذل مجهود مغربي متميز في حفظه وصيانته. من أجل كل ذلك أجمعت الندوة على إعداد ملف متكامل يوجه لمنظمة * اليونيسكو * للاعتراف به ضمن التراث العالمي اللآمادي.
– س5 :ما تقييمكم للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية في نسخته الثانية والعشرين :على مستوى الميزانية ؟ على مستوى التنظيم ؟ على مستوى الأداء الفني للفرق المشاركة ؟ على مستوى الجمهور ؟؟
ج 5 : بالنسبة للدورة 22 التي امتدت على مدى 9 أيام من 7 أبريل إلى 15 منه يمكن القول إنه وقع مجهود تنظيمي خاص من أجل تغطية جميع تكاليف الدورة من الناحية المادية . أما من الناحية الفنية وعلى مستوى الأداء الفني للفرق المشاركة فقد أظهرت الأجواق المشاركة مجهودا متميزا من الأعمال المقدمة على مستوى البحث والأداء الغنائي والتوزيع الموسيقي الشي ء الذي جعل من هذه الدورة دورة متميزة بعطائها،وهذا رأي عامة الهواة الذين شرفوا المهرجان بحضورهم. وبهذه المناسبة أقدم الشكر الخالص لكل الفعاليات المشاركة وبصورة خاصة المجموعات الفنية المشاركة لإخلاصها واندماجها مع أهداف المهرجان. كما أشكر كذلك الأساتذة المؤطرين لحلقات *ماستر كلاس* وكذلك الأساتذة الباحثين المشاركين في الندوة العلمية.