من تنظيم فيدرالية الجامعات للجميع : ندوة وطنية حول الممارسات الفضلى في مجال تعليم الكبار
فاس // صوت فاس البديل / أمينة مجدوب
عدسة // حاتم إدريس
تصوير و توضيب // محمد عادل البوعناني
الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة ، رهان مجتمعي هدفه تمكين الناس من المعرفة ،والعمل على إنماء الوعي العام الذي هو المدخل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ،وترسيخ التوعية في كل اوساط المجتمع .
وفي هذا الإطار نظمت مؤخرا ، وعلى مدى يومين ،فيدرالية الجامعات للجميع بالمغرب الندوة الثالثة، حول موضوع * الممارسات الجيدة ،والممارسات التي يجب تطويرها في مجال تعليم الكبار*
وفي مستهل الندوة ، ذكر الاستاذ جمال الشاهدي ، منسق فيدرالية الجامعات للجميع ،بالعناصر الأساسية لكل ممارسة جيدة ،والمتمثلة في تحديد الاحتياجات والطرق المنهجية ومحتوى التعلمات من الممارسات ، والمراحل والخطوات التي يجب تتبعها ، والاستراتيجية التي تم اختيارها ، بالإضافة إلى المقاربة البيداغوجية التي تم تفعيلها مع الفئة المستهدفة ،والتي يجب أن تراعي النوع الاجتماعي ،والمقاربة الحقوقية ،وغيرها من العناصر الأساسية في كل ممارسة جيدة.
وبالرجوع إلى الجامعة للجميع بفاس ،اشار الاستاذ جمال ،الى ان الهدف من الممارسة الجيدة التي قامت بها تتمثل في تقوية وتمكين قدرات النساء المعنفات ،من خلال تعليم النساء ضحايا العنف ، القوانين الجاري بها العمل ،والحقوق ،والواجبات ، بطريقة مبسطة وتفاعلية. وكانت النتائج جد مشجعة ،من حيث تقوية قدراتهن وجعلهن يتملكن العديد من الاليات التي كانت موضوع اللقاءات التي تم تنظيمها في هذا الاطار .
من جانبها قدمت ممثلة الجامعة للجميع بتطوان ، التجربة التي عاشتها ، والتي تميزت بكونها نسائية بالدرجة الأولى ، إذ أن الفئات المستهدفة هن من ربات البيوت ، والقابلات التقليديات ،ومؤطرات محو الأمية ،والمربيات برياض الأطفال ،والمتحررات من الأمية ، والنساء المعنفات ، بالإضافة إلى تكوين المهاجرين والمهاجرات ، وبالرغم من المعاناة المريرة والأمية المركبة مع ساكنة الوسط القروي العصية عن التغيير. فقد تم تحدي كل الصعوبات والعقبات ، وذلك بالتنسيق مع مجموعة من الجمعيات المحلية ، مما أعطى إشعاعا قويا ،وإضافة نوعية لهذه التجربة.
ممثل مدينة القصر الكبير ، قدم تجربة فريقه ،مؤكدا على أن هذه التجربة تميزت ، بالشراكة مع دولة البرتغال ، في إطار الدبلوماسية الموازية مع هذا البلد ، ،باستحضار اتفاقية توأمة مدينة القصر الكبير ،مع مدينة لشبونة ،بالإضافة إلى إنشاء متحف للذاكرة التاريخية .وهذه التجربة ،يضيف ممثل القصر الكبير ، جعلها تحضى ببرقية تنويه من طرف صاحب الجلالة.
من جهته أبرز ممثل العرائش خصوصية الممارسة الجيدة المتمثلة في التركيز على قضايا البيئة ( والتغييرات المناخية وتدوير النفايات وترشيد استعمال المياه والحق في بيئة سليمة …).وكل ما يتعلق بالمحافظة على البيئة باعتبارها موضوع الساعة.
أما الممارسة الجيدة لمدينة الدار البيضاء فقد اتسمت بالعمل على منصة الشباب (المقاولة الذاتية )والتركيز على مشروع تكوين مواطن صالح يفخر بمدينته ،ويسهم في تنميتها .
تجربة جهة درعة تافيلالت ، اتسمت بالعمل مع النخبة الأكاديمية والجامعية ؛لكنها لم تحقق سوى نسبة 40 في المئة من الأهداف المسطرة حسب ممثل الراشدية ،نظرا للاكراهات التي حاولت دون تحقيق التجربة كاملة (جغرافية ،وثقافية ، واجتماعية ) ومع ذلك ،مازالت الجامعة للجميع بها تعمل على إثبات وجودها محليا ،وجهويا ،ووطنيا .
في اليوم الثاني للندوة ، تحدث
الأستاذ جمال الشاهدي ،مستخلصا ، الممارسات التي يجب تجاوز نقط الضعف بها ،وذلك انطلاقا من التجارب التي قدمت ،والإكراهات التي هي بمثابة دروس تساعد في تطوير الجامعة للجميع ، مضيفا بأن على الجميع ، الاستفادة من الأخطاء لتجاوزها ،مع استحضار العناصر السبعة لكل ممارسة ،والتركيز على الميزانية لكل مشروع ،واحترام الاستراتيجية ،ومراعاة الأولويات.
والتي منها على مستوى المملكة :
الانتخابات المقبلة ،والاشتغال على النموذج التنموي الجديد ،وغيرها .
وعلى مستوى العالم هناك :جائحة كورونا وتداعياتها ،وانهيار الاقتصاد العالمي ،وفقدان الوظائف ،والعمل عن بعد ،وتراجع مستوى التعليم.
مشددا على أهمية التركيز على التنمية البشرية وبناء الإنسان ، لتحقيق أهداف الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة ،وهي مخرجات من أهمها تغيير ثقافة المجتمع،وتعميم المعرفة ،وتسهيل الوصول إليها لأنها دائما هي الحل .