إعادة هيكلة وعصرنة المركب الجامعي أكدال (ظهر المهراز) بجامعة سيدي محمد بن عبد الله: التوجهات والركائز الاساسية.
صوت فاس البديل / ادريس العادل / محمد عادل البوعناني
تضع جامعة سيدي محمد بن عبد الله الطالب في قلب اهتماماتها كما تؤكده السياسات والاستراتيجيات المتبعة بالجامعة منذ الموسم الجامعي 2013- 2014. وقد أطلقت من أجل ذلك أوراشا و مشاريع مهيكلة كبرى من بينها على سبيل المثال ورش إعادة الهيكلة و تهيئة المركب الجامعي أكدال (ظهر المهراز). حيث يعرف هذا الاخير في الوقت الحاضر تحولا جوهريا لم يشهده منذ التأسيس. و هدفه إعادة الهيكلة و التأهيل ومعالجة عدد من اختلالاته البنيوية ارتكازا على عدد من المبادئ المؤظرة نذكر من بينها خمسة اساسية وهي: تيسير التواصل الداخلي و الخارجي ودعم البنيات التحتية وتقوية خدمات القرب وتهيئة وتجميل الفضاءات والإدماج الفعلي في النسيج الحضري للمدينة.
وعلى أساس هذه المرتكزات التي تمثل أهدافا استراتيجية كبرى، يعرف المركب الجامعي أكدال (ظهر المهراز) هذه الأيام أشغالا كبرى أطلقها مجلس الجامعة وفق تصور جديد يجسد المفهوم الحقيقي للجامعة. وذلك من خلال خلق فضاء يراعي خصوصيات كل مؤسسة لكن دون إحداث القطيعة مع باقي المؤسسات. ومعلوم أن كليات المركب الجامعي أكدال (ظهر المهراز) اختارت في وقت سابق لأسباب موضوعية أن تتوارى وراء تحصينات تحولت مع الزمن إلى عبء يعوق التواصل بين المؤسسات، ويؤثر سلبا على جمالية المكان. إذ أدت تلك الأسوار إلى خلق فضاءات ميتة بين المؤسسات تحولت مع الوقت إلى مستودعات للمتلاشيات والنفايات وصارت نقطا سوداء لا تليق بمركب جامعي عريق ولا تيسر عمل الطلبة والاساتذة و الموظفين، المتواجدين في هذا الفضاء بكثافة مرتفعة.
إن التصور الذي بلورته الجامعة لتنمية هذا الفضاء والذي ناقشته كل الهياكل واتخذت بخصوصه قرارات جذرية، ينطلق من نظرة جديدة للمواطن عموما وللطالب بشكل خاص، أساسها تحقيق الرفاهية وتحسين ظروف الحياة وتوفير الأساسيات الضرورية للعمل لتحفيز الطلبة والهيآت التربوية و الادارية على الابداع وحسن الأداء. بحيث يعطي هذا التصور الأسبقية لخدمة مرتادي الجامعة و منهم بشكل خاص عموم الطلبة، ويراهن على درجة وعيهم الذي كان مرتفعا، أكثر مما يراهن على الأسوار والتحصينات.
لهذا السبب ترمي الأشغال الجارية حاليا بمركب ظهر المهراز إلى تحديث البنية التحتية، وإزاحة الحواجز الموجودة بين مختلف المؤسسات، وتيسير التواصل بينها من خلال استحداث ممرات وشوارع جديدة، ستحسن دون شك خدمات النقل والاستغلال المشترك لتجهيزات الجامعة في ظل احترام القوانين الجاري بها العمل والحفاظ على الملك العمومي.
وبشهادة العديدين من زوار المركب الجامعي أكدال، فقد عرف هذا الأخير من خلال هذه الأشغال المنطلقة تحسنا كبيرا وصفه بعضهم “بالتحول العميق” ورأى فيه البعض الآخر “الانتقال المنتظر منذ عقود” وقال أحدهم أنه “ورش القرن في هذه الجامعة العريقة لأنه يمثل القطيعة مع المعاناة و يوفر ظروفا مثلى للعمل”.
وقد كان فتح الطرقات الداخلية و توسيعها و تهيئتها عاملا حاسما للتحسينات التي ستواكب ذلك لان وقعها الايجابي سيمتد في مرحلة ثانية إلى تحسين واجهات كل المؤسسات المطلة على هذه المحاور و تجميلها و تهيئة الفضاءات الخضراء وبناء التجهيزات العمومية اللازمة من إنارة و ممرات الراجلين و تشوير ومرافق الخدمات و غيرها.
ارتسامات الفاعلين بخصوص أشغال تهيئة المركب الجامعي أكدال، جامعة سيدي محمد بن عبد الله
خلف مشروع نهيئة و إعادة هيكلة المركب الجامعي أكدال أصداء طيبة وجد إيجابية لدى الطلبة والأساتذة و الاطر الادارية و التقنية الذين تنتابهم مشاعر العز و الفرح بالتحول الايجابي العميق الذي تعرفه الجامعة وفق منظور يجعل الطالب في قلب كل اهتمام و يعمل على توفير الظروف المثلى للعمل لكل الاطر التربوية والادارية و المرتفقين. وقد صرح الاستاذ أ. ع من كلية الآداب أنه “لا شك في أن هذا الورش سيؤسس لعهد جديد في تاريخ الموقع الجامعي ظهر المهراز وسيجعل جامعة سيدي محمد بن عبد الله تتبوأ المكانة التي تسحقها بين الجامعات المغربية و لما لا بين الجامعات الدولية. إن من شان هذه المنجزات والتي سبقتها والتي ستلحقها أن ترفع من جاذبية الجامعة بالنسبة لمحيطها الجامعي والسوسيواقتصادي، وأن تجعل كل من يرتادها أو مر منها يشعر بالفخر والاعتزاز بالانتماء إليها”. و أضاف ذات الاستاذ ” إذا كان هذا الورش يجدد الأمل في إمكانية الرقي بالعملية التكوينية وتجويدها على مستوى جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فالفضل يعود لأناس آمنو ويؤمنون بالدور الطلائعي الذي يجب أن تلعبه الجامعة العمومية في النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بفضل العرض التربوي الذي تقدمه ومشاريع البحث العلمي التي تنجزها والمساهمة في نشر المعرفة. إن مناسبة إنجاز مشروع تأهيل موقع ظهر المهراز أبان بالملموس مدى الانخراط الفعلي واليومي والتعبئة الشاملة لكل الفاعلين على مستوى المدينة لربح رهان إعادة الاعتبار لموقع جامعي تكون فيه وتخرج منه رجال ونساء قدموا ويقدمون الشيء الكثير لوطنهم كل من موقعه”.
إعلان بخصوص تهيئة المؤسسة ومحيطها
انطلقت مع بداية شهر غشت 2016 عملية إصلاح وتأهيل المركب الجامعي أكدال، وهي عملية ضخمة غير مسبوقة في تاريخ جامعة سيدي محمد بن عبد الله تروم إعداد المركب وفق مواصفات ومعايير دولية.وتشمل هذه العملية إصلاح بنياته التحتية وتوسيع مرافقه التربوية والاجتماعية وتزين فضاءاته ومساحاته الخضراء.
ونالت كلية الآداب والعلوم الإنسانية نصيبها من هذا المجهود الضخم الذي ينجز في وقت قياسي ومن نتائجه الفعلية – ونحن في وسط الطريق- الرقي بمرافق المؤسسة والزيادة من جاذبيتها. ويمكن إجمال ذلك في:
- تحسين البنيات التحتية من طرق وممرات للراجلين وشبكة الإنارة وشبكة الألياف البصرية، وبفضل توسيع الطرق والممرات وإزالة الحواجز اندمجت الكلية في النسيج الجامعي مما سهل أمر التواصل بينها وبين كليتي الحقوق والعلوم،
- تنويع سبل الولوج للأقسام والمدرجات وتقصير المسافات المؤدية إليها،الشيء الذييضفي على عملية الولوج سيولة رغم وجود أعداد هائلة من الطلبة في أوقات الذروة،
- الزيادة في الأماكن المخصصة لركن سيارات السيدات والسادة الأساتذة والموظفين وتنويع طرق الولوج لهذه الأماكن درءا لكل ازدحام قد ينشأ مع بداية ونهاية كل حصة دراسية،
- تزيين الفضاء من خلال إعداد مساحات خضراء جديدة،
- توسيع القدرة الاستيعابية للكلية من خلال فتح أقسام جديدة أمام الطلبة ( الطابق الأرضي من البناية العتيدة)، هذا فضلا عن انطلاق ورش بناء مدرج بسعة تقدر ب 600 مقعد، و08قاعات بسعة إجمالية تصل إلى 000 مقعد.
- مد الكلية بشبكة الألياف البصرية، قصد الرفع من جودة ومنسوب موقع المؤسسة ويسمح بتحسين خدماته.
هذا المجهود الذي انطلق مع بداية العطلة الصيفية واعتبارا لضخامته أثر في الترتيبات العادية التي كانت قد دأبت على اتباعهاالمؤسسة مع بداية كل موسم جامعي من تسجيل وإعادة تسجيل الطلبة، كما أن تزامن عطلة عيد الأضحى المبارك مع فترة التسجيلات الاعتيادية فرضت على المركب الجامعي وكل المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله تأجيل عمليتي التسجيل وتأكيد التسجيل إلى ما بعد عطلة العيد.
وإذ تعتذر المؤسسة لمرتفقيها على ما قد يسببه هذا الأمر من إزعاج فإنها ستضاعف مجهودها في الفترة المحددة للتسجيل وإعادة التسجيل ليكون الجميع مع موعد انطلاق الدراسة في حلتها الجديدة.