
مهرجان فاس لسينما المدينة الدورة 23.
فاس // صوت فاس البديل.
تعود الدورة 23 لمهرجان فاس لسينما المدينة وهي محملة بتراكمات وبتيمات مختلفة, جعلت في من التظاهرة السينمائية نافذة وحيدة في ظل غياب القاعات السينمائية بفاس للإطلال على مسار السينما المغربية ومتابعة جديديها نظرا لشغف ساكنة فاس وهوسها بالمنتوج السينمائي الوطني خاصة والعالمي عامة بحكم أن فاس مدينة طلابية, ولإعطاء المدينة المغربية عامة وفاس العاصمة الروحية للمملكة اعتبارها التاريخي و الثقافي و العمراني و الاهتمام بها كمدينة تراثية.
وبعد نجاح تيمة الدورة 22 وهي المدينة المغربية بعيون السينمائيين, تقرر جعلها شعار هذا المهرجان في كل دوراته حتى تثير اهتمامات السينمائيين ومساهمتهم كمبدعين في الرفع من قيمة المدينة المغربية و التعريف بها عبر أفلامهم وجعلها بلاطو مفتوح لتصوير انتاجاتهم بها نظرا لدور المكان حيث يحتل موقعا أساسيا في السينما، باعتباره فضاء تجري فيه أحداث الفيلم وتتعايش في رحابه الشخصيات، ولذلك يحاط بعناية خاصة من طرف المخرجين السينمائيين يؤتونه بجماليات خاصة ويتم تصويره من زوايا متعددة،
بل إنه غالبا ما يحتل صدارة الاهتمام ويتجاوز طبيعته الديكورية ليتحول إلى شخصية حقيقة كما هو الحال في العديد من الافلام العالمية والوطنية التي كان لها الفضل في التعريف بالمدن التي صورت بها حتى صارت تلك الافلام لصيقة بها، فتزايد الاهتمام بها وأوضحت قبلة للعديد من المخرجين والمنتجين مثلما هو الشأن بالنسبة لمدينة فاس الغنية بمواقعها التاريخية ومناظرها الجميلة التي تضفي طابعا خاصة وجذابا على الفيلم وتغني عناصره السينوغرافية والتعبيرية.
ولتحفيز المنتجين والمخرجين المغاربة على تقديم المزيد من هذه الأفلام وإثارة نقاش مثمر حول ما أنتج حتى الآن وما ينبغي إنجازه ضمن هذا التصور، انشئت جائزة خاصة بالديكور من باب الاعتراف بالجهود المبذولة من طرف مهندسي الديكور الذين يساهمون في ابتكار الأجواء المساعدة على جلب اهتمام المتفرج وتأطير الأحداث الفيلمية تأطيرا تاريخيا واستتيقيا يليق بالوظيفة الجمالية للسينما. وإلى جانب ذلك ستعمل الندوات وحصص الماستر كلاص المقامة بموازاة مع العروض السينمائية على بسط الاعتبارات النظرية والفكرية التي أملت هذه التيمة “سينما المدينة” مع تدعيم الحوار النظري بالقراءات التفكيكية والتحليلية للمتن السينمائي المتوفر واستخلاص الملامح والخصائص والمميزات في أفق تجديد الرؤى وتقديم المزيد من الإنتاجات والإبداعات السينمائية التي تتطلع إلى الرقي بالمدينة من مجرد مكان جغرافي او بلاطو للتصوير إلى فضاء سينمائي غني بالدلالات الواقعية والرمزية .