اختتمت فعاليات الدورة 24 من المهرجان الدولي للموسيقى العالمية العريقة،التي احتضتها الحاضرة الادريسية،في الفترة الممتدة،مابين 22و30يونيو2018,والتي نظمت كسابقاتها من الدورات ،تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده،
فاس // صوت فاس البديل / ادريس العادل / محمد عادل البوعناني / ثورية بوبكري.
تصوير / علي زوبير / محمد التدلاوي.
دورة هذه السنة، حملت شعار: معارف الاسلاف،حيت عاش عاشقو المهرجان، وساكنة فاس،سهرات ممتعة،في كل الفضاءات والمنصات المخصصة لهذه التظاهرة العالمية الكبرى،فضاءات،تجسد التاريخ المجيد لمدينة فاس،وتعيدنا الى استكشاف،ما فاتنا من اسرار ،من خلال استحضار الذاكرة التاريخية .
صيحات المشاركين،بنغمات موسيقية من مختلف القارات،بالوان الزهد والتصوف تارة،وبالحوارالروحاني من خلال الموسيقى وتنمية ثقافة السلام، تساير عولمة متعددة المناحي، لكنها تحترم القيم الاخلاقية ، والروحية.
عاشت مدينة فاس على امتداد أسبوع كامل، لحظات جميلة،امتزجت فيها المعرفة بالعلوم،والفنون بالابداع،وذلك من خلال المنتدى،بمحاوره الثلاثة:جماليات ورموز،وطريقة ونطاق الحياة الاجتماعية،وفنون وابداعات،حيث ناقش الباحثون،مواضيع متنوعة، كالتراث المكتوب زمن التحول التكنولوجي ،وعودة التجارب المؤسسة لمسيرة الحفظ بالمكتبة الوطنية بفرنسا، والخط المغربي،ذاكرة التسامي،والبحت العلمي فن الاجداد في خدمة رغد العيش الانساني ومحيطه،ومعارف الشعوب الأوائل من الروحانيات الى المجتمع وفن الحياة،والموسيقى الروحية العالمية،تراث لا مادي من أجل حوار الثقافات،والبنيان والعمران، كمنابع للالهام، والإبداع. هذا المنتدى،الذي سهر على انجاحه، كل من عبد الواحد منتصر، ورشيد اندلسي، ومكي الزواوي،بشاركة نخبة من المفكرين،مغاربة واجانب، اثروا النقاش،وخرجوا بخلاصات هامة،ستعتمدها مؤسسة روح فاس،في برامجها لتعطيها ما تستحق من اهتمام،يقول مدير عام مؤسسة روح فاس،الاستاذ ادريس خروز”:ان الموضوع المختار في هذه الدورة،:معارف الاسلاف,يشكل إنارة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة،وتاطيرا للمنتدى، ولا يتعلق الأمر بمعارف تقليدية، بالمفهوم العادي للكلمة، الذي يعني فقط موروث وتراث ومعارف،انه يعبر عن ثقافات،وممارسات وخبرات وفنون وحرف تشكل السلوك اليومي، ونمط الحياة، وكذا العلاقات التي تنقل من جيل الى جيل.
وبموازاة مع الانغام،والموسيقى،والحوار العلمي،اقيمت لأول مرة،اوراشا للتلقين الفني،بمساهمة المعهد الفرنسي بفاس،من خلال الخط الياباني والعربي،وغناء الديفونيك لاسيا الوسطى،والتامل الموسيقي.
الحفلات الموسيقية الرئيسية،بباب المكينة،،والتي تراست حفل الافتتاح،سمو الأميرة الجليلة للا حسناء، تجسدت في ابداع الافتتاح،الذي اخرجه، الان فيبر،وادار موسيقاه الفنان رمزي ابو رضوان،وفرانك مارتي وسيكتكولير في الضوء،والإبداع السينوغرافي،حيث جسد الروح المبدعة للكون،وهو ابداع يمثل استحضارا شاعريا ، وموسيقيا للعلاقة المتميزة الموجودة في المدينة بين المهندسين، والحرفيين، والجمعيات المهنية،والحرف.هذا التامل الفكري تمت تغذيته بافكار الفلاسفة. العرب الكبار القدماء والمعاصرين المسلمين بالفلسفة اليونانية، خاصة فلسفة المعلم الاول ارسطو.
وتواصلت الحفلات الموسيقية،مع مجموعة موكسوس من بوليفيا،بموسيقى الباروك في الامازون،وهذه المجموعة، احتفظت الى يومنا هذا بالتقاليدالثقافية والدينية الموروثة عن اليسوعية منذ تاسيسها ، وظافر يوسف، الاستاذ التونسي الكبير في آلة العود،وهو مغني وملحن في نفس الوقت،من خلال البومه الاخير:ديوان الجمال”والغرابة”،بين الموسيقى العريقة والصوفية، والتنويم الصوفي،وفن الجاز المعاصر بانغامه الصوفية.
وكانت رحلة ابن بطوطة،مع جوردي سافال ومجموعة هيسبيريون21 من اخر ابداعات هذا الفنان،حول رحالة الاسلام، الذي عبر اكثر من120.000كلم،مبتدءا رحلته سنة 1325م،وسنه لم يتجاوز بعد ال21سنة، وجاب اصقاع العالم، لمدة 30سنة،انطلاقا من المغرب،بلده الأصلي،الى اقصى بلاد الصين،والحفل كان عبارة عن رحلة موسيقية، من خلال مسار ابن بطوطة،من افريقيا الشمالية، والشرق الادنى، والخليج الفارسي، والاناضول، وروسيا،وافغانستان، وبلاد السند(باكستان اليوم)، والهندسة وجزر المالديف، وسيلان،واندونيسيا والبنغال، والصين،واثناء عودته، زار سردينيا، وما تبقى من الاندلس، وتمبوكتو،وبلاد مالي،الى ان يصل الى بلده. والرحمة تسرق منك الصوت اولا،قبل ان تحولك الى حامي كما يقول ابن بطوطة.
وكانت الموسيقى الكلاسيكية الهندوسيةحاضرة في المهرجان، بحضور فرقة سبحان احمد نيزامي، وكوالس باش دلهي غارانا، من كراتشي/باكستان،ةالتي شنفت اسماع الجمهور،بابداعات ،موسيقية، بذخيرة تتضمن اشعار هرزات امير كهوسرو، وحافظ الرومي،ومحمد اقبال.
وكانت الموسيقى الأندلسية حاضرة،باصوات،نبيلة معان، وزينب افيلال، وسعيد بلقاضي، وعبد الحميد خزان،والتسيير الموسيقى للفنان محمد بريول،واركسترا فاس العربية الأندلسية.
ومن افريقيا،تميزت مجموعة متندني مولد من الزنجبار ،والشيخ احمد حسين احمد، والشيخ غنان، ومجموعاتهم من صعيد مصر ، والشيخ باب صوري دجمبرا ونورو سلام،وغناء الخضر،الصوفي من السينغال.
حفل الاختتام،تميز باحياء الجوقة الموسيقية،لصوفيتو كوسبل شوار،من جنوب افريقيا،حيث عمق دقة الاصوات،والطاقة الفاتنة في الرقص، ووميض الالوان،والكل يشارك في الاحتفال بروحانية رفيعة،ثلاثون فنانة،ادت تلكم اللوحات الرفيعة واسدلن الستار على الدورة ال24 للمهرجان،الذي حجت له اعداد هائلة من العشاق والمحبين من فنانين وادباء، وعلماء،وجمهور متذوق،عاش الف ليلة وليلة داخل أزقة المدينة القديمة فاس،وحرك المهرجان، الفعل التجاري، والسياحي، بامتياز، وكان قيمة مضافة،لا يستشعرها الا من عاشوا لحظاتها بانتظام.
واذا كان رئيس المهرجان ،السيد عبد الرفيع زويتن،قد صرح لوسائل الاعلام، بأن مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية،يشكل صورة المدينة،اذ لعبور بواباتها هو شكل من اشكال التشبع بتقاليدها الالفية، وبقيمها التسامحية والروحية،،وتتعاقب الاجيال عبر الزمن،لكن روح المدينة تبقى ازلية ،بفضل تقاليدها،وثقافتها المتنوعة في تاريخ المغرب،وايضا بفضل ابداعات الصانع التقليدي،الذي يشكل نسيجها الاجتماعي ،والاقتصادي،فان ذلك ،تجسد من خلال معاينتنا،لكل البرمجيات التي اعتمدتها مؤسسة روح فاس،من اجل انجاح المهرجان،واشراك الساكنة من خلال المهرجان داخل المدينة،والذي كان ايضا متنفسا للاطلاع على الابداعات، التي مرت على باب المكينة المكان الرئيسي للمهرجان.