من تنظيم اتحاد جمعيات فاس المدينة وبتنسيق مع فرع فاس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية : لقاء تشاوري حول دور الاعلام في تقييم السياسات العمومية.
فاس// صوت فاس البديل/ إدريس العادل
ع. البوعناني
في عرضه انطلق رئيس المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بتساؤل حول دور الإعلام في تتبع السياسات العمومية من منطلق الإخبار والتقصي، معتبرا أن دور الصحافة في البناء التنموي والديمقراطية جوهري ، وهو ما أشار إليه جلالة الملك محمد السادس في أكثر من خطاب، كما يستمد قوته من المساهمة الحاسمة في حوكمة التدبير لكل المشاريع العمومية.
وفصل اخشيشن ،خلال اللقاء التشاوري الذي نظمه اتحاد جمعيات فاس المدينة اول امس السبت بتنسيق مع فرع النقابة تالوطنية للصحافة المغربية حول دور الاعلام في تقييم السياسات العمومية ، في ماهية الصحافي والملكات التي يجب أن يتوفر عليها ، سواء على الصعيد المهني أو الأخلاقي، معتبرا أن سلطة الإعلام لم تأت من الهواية والتبخيس، بل من صناعة وحرفة، جعلت تأثيره يطيح بشخصيات كبيرة في المجال التنفيذي، نظير فضيحة ” واتر غيت” التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الاسبق نيكسون.
وتساءل اخشيشن عما إذا كانت هذه السلطة اليوم ممكنة، مذكرا بالجدل الدائر حول هيمنة التفاهة وسيطرتها على المحتوى الجاد، داعيا إلى التمييز بين نشاط المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الإعلام المنظم والمسؤول عما ينشره.
وكد اخشيشن على كون الإعلام صناعة وليس هواية، ومن هذا المنطلق، وجب توفير بيئة مهنية مقتدرة من خلال رفع منسوب المهنية والكفاءة لدى الصحافيات والصحافيين، وهي الوسيلة الأمثل للسيطرة على التفاهة، بل والقضاء عليها تدريجيا.
ودعا اخشيشن العاملين بالحقل والإعلامي إلى ضرورة ملء الفراغ الذي تنتعش فيه الرداءة، وفي ذات الوقت دعا الى نشر ثقافة التربية على الإعلام لتخليص المتلقي من سيطرة التفاهة، بل وتنبيهه إلى أن هذا المحتوى ليس بريئا ، بل هو سم مدسوس وجب الانتباه اليه، وبالتالي فان المسألة لا تتعلق فقط بتدعيم الجبهة الداخلية، بل الاستعداد لتقوية الجبهة الخارجية.
وفصل اخشيشن في أشكال عدة لخرق أخلاقيات المهنة ، وتأثيرها على حياة الأشخاص ، معتبرا أن التمييز بين الشخصية العمومية التي تساءل في حدود مسؤوليتها عبر تحقيقات موثقة، والحياة الخاصة بهم، والتي تشمل أطرافا تتضرر عادة من خروقات أخلاقيات المهنة.
وختم اخشيشن بضرورة الوعي بالمسؤولية المشتركة في تدني المستوى وتمدد والتفاهة، معتبرا أن الحل يكمن في تحمل الجميع مسؤولياته كل من موقعه، لتجاوز هذا الوضع الذي لا يسر أحدا.
من جهته قال كاتب فرع فاس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ،بان الإعلامي ليقوم بعملية تقييم السياسات العمومية ،عليه ان يكون ملما بالمسار التاريخي للشان العام ، ومدركا لكل الاحداث التي عاشها ويعيشها المجتمع، وهو ما تعارف عليه رجال الاعلام بالشرط المعرفي ، والى جانبه الشرط المهني الذي يتمثل في اخلاقيات مهنة الصحافة التي يجب ان يتقيد بها الصحافي ليقوم بمهمته احسن قيام ، بالاضافة الى الشرط الادبي المتعلق بمقدار الوعي الحاصل لدى الصحافي بالاهتمام بالشان العام والبرامج التي تسطرها الحكومة ومدى امكانيات تنفيذها وطنيا ، والمعرفة التامة ايضا بما يحصل داخل المجالس الترابية محليا وجهويا ، بعيدا عن اللامبالاة والانتقائية من منطلقات حزبية ضيقة.
هذه الشروط ،يضيف ادريس العادل رئيس فرع النقابة بفاس، هي المفتاح والضمانة لكي يلعب الاعلام الدور المنوط به لتقييم السياسات العمومية،ولتكون وسائل الاعلام في خدمة القضايا الكبرى للوطن ونشر الوعي لدى المواطن والرقي بتفكيره نحو الافضل.
وللتذكير فقد قدم الكاتب العام للاتحاد الاستاذ محمد مجهد الورقة التاطيرية لهذا اللقاء نيابة عن الرئيس الاستاذ عبد الحق برني،وركز فيها على محورين اساسيين، اولهما ادوار الاعلام في اجندة السياسات العمومية ،وثانيهما مراقبة الاعلام للسياسات العمومية وتقييمها.
اللقاء ادارته باقتدار كبير الاستاذة بجامعة محمد الخامس الهام الساقي ،والتي تعد من بين اطر اتحاد جمعيات فاس المدينة ، والتي نالت ثقة ساكنة فاس في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بالغرفة الاولى.
وتجدر الاشارة اخيرا الى الحضور المميز في هذا اللقاء من صحافيين ومراسلين وطلبة سلك الدكتوراة وطلبة معهد الصحافة ومهن التلفزيون بفاس ونخبة من هيات المجتمع المدني .