من تنظيم جمعية الوفاء للتربية والثقافة والتنمية : ندوة حول موضوع : جميعا من أجل الحق في الحياة ومناهضة العنف والكراهية
فاس / صوت فاس البديل / ابو وليد البوعناني
عدسة ادريس حاتم
من تنظيم جمعية الوفاء للتربية والثقافة والتنمية : ندوة حول موضوع :
جميعا من أجل الحق في الحياة ومناهضة العنف والكراهية
دعت فعاليات أكاديمية وحقوقية وجمعوية، إلى محاربة التطرف والعنف الذي هو بداية أفة العصر: الإرهاب، هذه الظاهرة التي يهتز لها العالم بين الفينة والأخرى، يجب أن تتصدى لها الدول والشعوب بكل ما أوتيت من قوة لإحلال السلام والأمن والطمأنينة داخل المجتمعات وزرع قيم التسامح والحوار.
وهكذا، تطرق الدكتور عبد الهادي الهيلالي، الأستاذ الجامعي، خلال الندوة التي نظمتها جمعية الوفاء للتربية والثقافة والتنمية، مؤخرا بالقاعة الكبرى لمقاطعة المرنيين، بحضور فعاليات جمعوية وازنة وجمهور متميز جاء ليغرف من هذه الندوة المتميزة بهذه المقاطعة المترامية الأطراف، تطرق إلى موضوع التطرف والإرهاب باعتبارهما عدوان لحقوق الإنسان، وتحدث عن تمظهرات وسبل مواجهتهما، بعد أن أعطى عدة تعريفات للإرهاب في القواميس والاتفاقات الدولية، مؤكدا على صعوبة إعطاء تعريف شامل ونهائي لهذا المفهوم، وميزه عن التطرف باعتبار التطرف يقف عند التفكير، فيما الإرهاب يتعداه إلى الفعل الخطير الذي يجب محاربته بكل الوسائل المتاحة، وتحدث عن إرهاب الجماعات وإرهاب الدولة وحدد أسباب الإرهاب في عدة مظاهر هي :
- 1– الجهل، حيث يتم استغلال فئات من المجتمع، وشحنها بأفكار متطرفة وجعلها آلات لتنفيذ الاعتداءات على الأرواح البريئة.
- 2– الفقر والهشاشة التي تكون أيضا من بين الأسباب في زج تلك الفئات في براثن الإرهاب.
- 3– الحرمان بكل تجلياته.
وخلص إلى اقتراح بدائل لمحاربة الإرهاب، علما بأن المملكة المغربية انخرطت ضمن دول العالم في مسلسل محاربة هذه الآفة الخطيرة من خلال التوقيع على عدة اتفاقيات في هذا الباب وتتجلى هذه البدائل في الحد من الأسباب المؤدية للعنف من خلال البناء الديمقراطي الذي يسير عليه المغرب، ونشر خطابات نبذ الكراهية والعنف وتدخل العلماء في عملية تأطير المجتمع، بالتأكيد على قيم التسامح والحوار والسلام.
ومن جانبه تحدث الضابط ادريس المساوي مسؤول عن التكوين المستمر والحملات التحسيسية داخل المؤسسات التربوية، عن العنف داخل وفي محيط المؤسسات التربوية، حيث حلل الظاهرة وأسبابها بعد أن عرف العنف من خلال عدة تعاريف منها السيكولوجية والاجتماعية ودور الإعلام في محاربة هذه الظاهرة.
وتطرق إلى العوامل المؤدية للعنف، منها الظروف الاجتماعية والعوامل السيكولوجية مؤكدا على أن محاربة هذه الظاهرة ليست وقفا على المدرسة والمجتمع فحسب، وإنما يجب التأكيد على دور الأسرة، والسنوات الأولى للطفل داخلها حيث يتفاعل مع كل صغيرة وكبيرة فيها ويؤثر ويتأثر بكل ما يعيشه داخلها.
وشدد على أن مرحلة المراهقة هي المرحلة الحساسة في حياة الفرد، والتي يجب على أولياء الأمور من آباء وأولياء ومسؤولين، أن يعطوها الأهمية التي تستحق حتى لا ينحرف الجيل وترتمي في أحضان العنف المؤدي إلى عواقب وخيمة.
واختتم عرضه بضرورة التعاطي الإيجابي مع الظاهرة، على أن يلعب الإعلام دوره في هذا الباب.
أما الأستاذ الوزاني المحامي بهيأة فاس، فتحدث عن الحق في الحياة وركز في مداخلته على عقوبة الإعدام، والتي تعمل العديد من الدول على إلغائها، كما تحدث عن العنف المنظم، والعنف المجتمعي والعنف السياسي وغيره.
وكان عدد من الشباب، قد قدموا عرضا مسرحيا جديرا بالتشجيع، والذي يحمل في رسائله محاربة التطرف والإرهاب في قالب ساخر صفق له الحضور، نظرا للأداء الجيد لطفلين ويافعين، وكانت بحق رسائل مؤثرة اختتموها بحب الوطن والذوذ عن حوضه ومحاربة كل من يريد المساس بأمنه واستقراره.
وكان رئيس الجمعية قد استعرض مع بداية اللقاء أرضية الندوة التي اعتبرها موضوعا راهنيا، نظرا للمآسي التي عرفتها عدة مناطق وعواصم في العالم (تونس، باريس، باماكو وغيرها) والتي ذهب ضحيتها عدد كبير من الأبرياء. وأشار إلى أنه وبالرغم من تعدد استراتيجيات مكافحة الإرهاب، وتضافر الجهود المبذولة لمحاربته والحد من عملياته التخريبية، فإن الجماعات الإرهابية مازالت تنشط في كثير من مناطق العالم ومازالت تهدد أمن المجتمعات واستقرارها.
وجاءت الأرضية لتقترح عدة محاور هي :
- – مكانة الحق في الحياة في منظومة حقوق الإنسان وفي المرجعية الدولية.
- – واقع الإرهاب وتنامي مظاهر العنف والكراهية بالعالم. أسبابه ومظاهره وسبل مواجته.
- – أي أدوار يمكن أن تضطلع بها منظمات المجتمع المدني في التصدي للإرهاب والتبشير بعالم تسود فيه قيم التسامح وتصان كرامة الإنسان.
الندوة بحق، تستحق أكثر من هذه القراءة، لأن المنظمين كانوا صائبين في اختيار محاورها والمتدخلين فيها.